علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى افتتاحيتها على التطورات فى العراق، وقالت تحت عنوان "تُركت للذئاب" إن رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى لم يستغرق وقتاً طويلاً قبل أن يعود إلى عادته، ففى الوقت الذى غادرت فيه آخر القوات الأمريكية المقاتلة البلاد، انقلب على نائب الرئيس طارق الهاشمى واتهمه بما كان هو نفسه مشتبه به لفترة طويلة، وهو الأمر بإحداث تفجيرات واغتيالات لمعارضيه السياسيين.
وتشير الصحيفة إلى أن الهاشمى ليس مجرد قيادى سنى بارز فى حكومة يهيمن عليها الشيعة، ولكنه كان محور الصفقة السياسية التى تم إتمامها العام الماضى مع الولايات المتحدة والتى وافق من خلالها ائتلاف العراقية الذى حصل على أكبر عدد من الأصوات على المشاركة فى الحكومة.
واعتبرت الصحيفة أن ما يحدث يشير إلى أن العراق يعود إلى النظرة الطائفية، وقالت إن أى أحد كان يمكنه التنبؤ بما حدث فيما عدا الرئيس الأمريكى الذى كان متعجلا لسحب القوات. فقد تم اعتقال 30 شخصا على الأقل ممن لهم صلة بزعيم ائتلاف العراقية، إياد علاوى، فى الأسابيع الأخيرة من جانب قوات الأمن وتحت سيطرة شخصية من جانب المالكى، وكان الهدف الظاهر من هذه الحملة الأعضاء السابقين فى حزب البعث، إلا أن ذلك أصبح ذريعة ملائمة للتحرك ضد السنة.
وكان علاوى، الشيعى العلمانى الذى أقنع السنة بمنح قائمته أكبر عدد من الأصوات معارضاً بشدة للاتفاق مع المالكى، لكنه اضطر للموافقة عليه بعد انشقاق الكثير من الشخصيات عن حزبه. وبالأمس كان علاوى محقا فى القول: لقد أخبرتكم، وكان محقا فى اتهام المالكى بأنه ديكتاتور فى مرحلة التكوين وأنه يدفع البلاد إلى شفا حرب طائفية أخرى.
وكان إدخال القائمة العراقية فى السياسة عاملاً رئيسيا فى تحقيق الاستقرار الهش الذى ساعد على انسحاب الأمريكيينن لكن، وللأسباب نفسها، فإن استبعادها الآن لايبشر بالخير للمستقبل.
وتتابع الافتتاحية: حتى استعادة السنة لبعض ما فقدوه من سلطة عن طريق القائمة العراقية قد أصبح شيئا من الماضى، كما أن الوزارة التى أنشئت من أجل ذلك لا تقوم بأعمالها، ولم يعد المالكى يتصرف أبدا وكأن هناك ائتلافا. ناهيك عن الاعتقالات والاغتيالات التى تجعل الجو فى المناطق السنية ملبداً بالغيوم.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن العراق يتفسخ مرة أخرى، وربما لا يعود بلدا واحدا.
الجارديان: أمريكا تركت العراق للذئاب والمالكى ديكتاتور ناشئ
الأربعاء، 21 ديسمبر 2011 11:19 ص
رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو سعود
ويستمر المخطط الصهيوني الغربي