قال لى: إنه لم يشارك فى الاعتصام ولم يكن موافقًا على استمراره. وأنه حزين، لأننا فقدنا أهم سلاح كان فى أيدينا، عندما أخذنا نتظاهر ونعتصم فى الكبيرة والصغيرة.
وأنه لم يكن سعيدًا بوزارة الجنزورى، لكنها بعد أن أصبحت أمرًا واقعًا، فإنه يرى أن علينا أن نركز على الانتخابات، لأنها أوضح وأقصر طريق مطروح لنقل السلطة إلى المدنيين، خاصة بعد هذه المشاركة الكبيرة من الشعب المصرى، وإن شاء الله بعد أن نشكل البرلمان يمكننا أن نسحب الثقة من الحكومة إذا فشلت، وأنه لم يعجبه قيام المعتصمين بمنع الجنزورى من دخول الوزارة، لأنه يرى فى ذلك نوعاً من العنف الغريب عن سلمية الثورة، ولكنه لم يرد التعليق حفاظًا على مشاعرهم، كما أنه لم يرغب أيضا فى اتخاذ ذات الموقف الذى يتبناه الإعلام الرسمى سىء السمعة.
وقال: إن هناك فرقًا كبيرًا بين ما شعر به من صدق أصدقائه المشاركين فى الاعتصام وبين كلام السياسيين الذين يدعون أنهم يتكلمون باسمهم.
وقال: إن كثيرًا من أصدقائه فى التحرير منزعجون بشدة من انتشار الباعة الجائلين وعناصر أخرى شكلها غريب ومريب.
وقال: إن أصدقاءه عند مجلس الوزراء أخبروه أنهم أيضًا يريدون فض الاعتصام، لكنهم عجزوا عن ذلك، وقرروا البقاء مع زملائهم لزوم الجدعنة.
وقال: إنه حزين لأنه لاحظ أن الناس العادية بدأت تنقلب على ما يحدث فى التحرير.
وقال: أنه فى الفترة الأخيرة قرر مقاطعة كل الصحف والقنوات الفضائية الحكومية والمستقلة، لأنها تصيبه بالاكتئاب.
وأنه لأول مرة منذ الثورة عاد لمشاهدة الأفلام والبرامج الخفيفة هروبًا من حالة الاحتقان والتوتر التى لا يظهر لها آخر.
وأنه قرر أن يصمت عن الكلام فى أى مناقشة سياسية لأنه لم يعد يعلم أين الحقيقة.
وأنه عاهد نفسه أنه لن ينزل إلى التحرير أو يشارك فى أى مظاهرات أو اعتصامات قبل ان يفهم ماذا يحدث بالضبط.
وأنه كلما مر من هناك اصطدم بوجوه غريبة بين المعتصمين، شكلها لا يوحى بالثورة، وحديثها ولهجتها ومفرداتها غير مألوفة.
وقال إنه يدعو الله كل يوم أن تمر هذه المرحلة الحرجة على خير.
قال: كل ذلك قبل أن يذهب إلى عمله الذى قرر أن يغرق نفسه فيه إلى أن تنجلى الأمور.
ولكنه فى اليوم التالى اتصل من شارع صلاح سالم، من جنازة الشيخ الشهيد عماد عفت وأخبرنى أنه بعد الدفنة سيتوجه إلى شارع القصر العينى.
وعندما أعربت عن دهشتى لموقفه وذكرته بكلامه معى بالأمس.
أجابنى بغضب:
ألم ترى ما حدث؟!
كله إلا الضرب والإهانة.
كله إلا الكرامة
((مش هننضرب تانى))
ولو أن هذه الثورة لم تفعل شيئا إلا منع الضرب والإهانة لكان ذلك كافيًا.
قلت له: لكن المتظاهرين هاجموا المبانى بالمولوتوف.
رد بسرعة: هم الذين بدأوا.
جانب من اشتباكات مجلس الوزراء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوبكر الاسوانى الأزهرى
الحدق يفهم
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
tahrir
امسك فلول قصيدة الشاعر الدكتور فتحي الحداد