رسالة إلى نواب الشعب

بدأت انتخابات مجلس الشعب، وانتهت المرحلة الأولى، وهاهى المرحلة الثانية قد بدأت، ونحن فى انتظار إعادة المرحلة الثانية.

وقد نتج عن هذه الانتخابات حتى الآن عدد من النواب الذين أصبحوا بمجرد إعلان النتائج نوابا عن الأمة، بغض النظر عن تسلمهم «الكارنيه»، وبغض النظر عن انعقاد أول جلسة للبرلمان، كل هذه الشكليات لن تمنع أن هناك العشرات من النواب الذين أصبحوا يمثلون الشعب المصرى كله، ولا يمثلون دوائرهم فقط.

يا نواب الشعب، إذا كنتم نوابا للشعب فأصدروا بيانا يوضح رأيكم ورأى من انتخبكم فيما يحدث فى مصر من خراب مستعجل على يد من يدير شؤون المرحلة الانتقالية.

اعقدوا اجتماعا فى أى مكان وقولوا رأيكم فى الحرائق المشتعلة قبل أن تأكل الأخضر واليابس، وأبرئوا ذممكم أمام الله والشعب والتاريخ.

أنتم الآن فى موقع المسؤولية شئتم أم أبيتم، وسوف تحاسبون أمام الله والتاريخ على كل ما يحدث الآن شئتم أم أبيتم، وبإمكانكم أن تبرئوا أنفسكم بإعلان رأيكم واضحا بلا لبس.

هل أنتم مع ما يحدث الآن من اعتداء على المتظاهرين السلميين؟
هل توافقون على هذا العنف الممنهج غير المبرر؟
هل ترضون هذا لمن انتخبكم؟
هل ترضون أن يقتل الشيوخ الأزهريون مع سبق الإصرار والترصد وهم معتصمون بشكل سلمى؟
هل تقبلون أن ينتهك ستر السيدات جهارا نهارا أمام الكاميرات؟
أعلنوها صريحة، أى دولة تريدون، وأى نواب برلمانيون أنتم، أنتم من النوع الذى يخاف أن يقول للظالم يا ظالم؟
كيف تخافون وقد انتخبكم الناس وهم ظهيركم؟
لستم معينيين لكى تتهيبوا كلمة حق، وفيكم من عهدناه قوّالا للحق ولو على نفسه والأقربين، فهلموا لكلمة حق مدوية يرتدع بها من يظن نفسه فوق القانون.
سيكون اجتماعكم وصراخكم بالحق فى ميزانكم فى الدنيا والآخرة، وسيذكره لكم أجيال ستأتى بعد ذلك.
أما سكوتكم فسوف يكون حسرة ووبالا عليكم وعلى الوطن.
يا نواب الشعب.. لا تخذلوا الناس، فقد خذلهم من قبلكم نواب آخرون فاستبدلهم الناس، فلا تكونوا مثلهم.