لم تختلف الاجتماعات واللقاءات التى عقدها قادة حركة فتح وحماس فى القاهرة هذا الأسبوع عن مثيلاتها فى الأشهر السبع الماضية، حيث كانت الأجواء طيبة وإيجابية، ولكن المفارقة كانت حينما يغادر الوفدان القاهرة، فتطفو على السطح العديد من المشكلات التى تحول دون التنفيذ الفعلى للمصالحة على أرض الواقع.
كان على رأس هذه المشكلات التى أعاقت تنفيذ المصالحة، ملف الحكومة وتشكيلها، وملف المعتقلين السياسيين لدى الحركتين من الحركة المتخاصمة الأخرى، ولكن الجديد فى ملف المصالحة الفلسطينية وما حمله من مفاجآت فى هذه الجولة التى تأتى فى النصف الثانى من الشهر الجارى، هو أنه وبعد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات المطولة "كمثيلاتها من قبل"، توصل وفدا حركة فتح وحماس إلى بعض التفاهمات فى هذا الملف الذى يشرف عليه الراعى المصرى – جهاز المخابرات العامة – وعلى رأسها، إشراف الوفد الأمنى المصرى المباشر على إنجاز واحدة من أعقد قضايا المصالحة، وهى الإفراج عن المعتقلين من حركة حماس فى الضفة الغربية، والمعتقلين فى قطاع غزة من حركة فتح.
"فوزى برهوم" المتحدث الرسمى باسم حركة حماس، عزا فى حديثه لـ"اليوم السابع"، نجاح المصالحة الفلسطينية فى هذه الجولة خاصة إلى إشراف القيادة المصرية المباشر على إنهاء ملف المعتقلين، والتزامه باستخراج جوازات السفر لأهالى قطاع غزة، والمحاصرين منذ سنوات فى غزة بسبب عدم حصولهم عليها، وأيضا إشراك الفصائل الفلسطينية الأخرى، بالإضافة إلى الشخصيات المستقلة، فى المشاورات التى تجرى بشأن مشكلات الداخل والخارج الفلسطينى، وتأكد السلطة الفلسطينية من أنه لا سبيل سوى الوحدة الفلسطينية، وخاصة بعد فشل رهانها الخارجى باعتمادها على أمريكا، واللجنة الرباعية، والمفاوضات مع إسرائيل، فضلا عن انتظار الشعب الفلسطينى لإنجاز المصالحة، وإعادة الُّلحمة بين أبناء الشعب الواحد، وخاصة بعد أن غزت الثورات بعض الدول العربية.
أما فيما يتعلق بما تمت مناقشته فى هذه الجولة من لقاءات فتح وحماس، قال برهوم، إن الاجتماعات تناولت فى ملف المعتقلين السياسيين، مع طرح جديد للتنفيذ على أرض الواقع وهو ما سيباشره جهاز المخابرات المصرى، بالإضافة إلى مشكلة الجوازات بالنسبة لأبناء قطاع غزة، وهو الأمر الذى تسبب فى آلام كثيرة لأبناء القطاع، وسيتولى الجانب المصرى أيضاً استخراج هذه الجوازات.
وأضاف الناطق باسم حماس، أن الاجتماع الذى من المقرر عقده اليوم فى القاهرة بحضور قادة الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة، سيتناول ملف حكومة الوحدة الوطنية وتقرير ما إذا كان تشكيلها سيتم بعد الانتخابات أم قبل الانتخابات، بالإضافة إلى الاستماع إلى وجهات النظر الأخرى فيما يتعلق بتفعيل دور المجلس التشريعى، والإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكيفية إجراء الانتخابات وآلية تنفيذها حتى يطمئن الجميع إلى نتائجها.
وأشار إلى أن دخول الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة فى هذه الحوارات والنقاشات سيكون له الأثر الفعال فى إنجاز ملف المصالحة، والاستفادة من وجهات النظر الأخرى، حيث إن المصالحة هى شأن فلسطينى وليس مقتصرا فقط على فتح وحماس.
كما قلل برهوم، من المخاوف التى تسيطر على معظم المتابعين للشأن الفلسطينى من حدوث انقسام آخر إذا نجحت حماس بأغلبية تمكنها من تشكيل حكومة، كما حدث فى 2006، وقال "إن الشعب الفلسطينى بات الآن على علم ويقين بمن أحدث الفُرقة، وأخر إنجاز المصالحة، كما أنه يعرف من الذى حمى أرضه وأطلق سراح أسراه، ورابط دون خضوع أو خنوع، ومن الذى رفض الدخول فى مفاوضات عبثية مع عدوه.
وأكد برهوم أنهم مع كل هذا لا يخشون خوض الانتخابات لأن لديهم رصيدا كبيرا فى قلوب الفلسطينيين، ولأنهم سيقبلون بنتيجتها أيا كانت، بشرط أن تتوافر فيها الشفافية والنزاهة، مشدداً على أن حماس مصممة على إنجاز الوحدة، واستقرار الأوضاع فى وطنهم حتى يتفرغوا لقضايا أمتهم يدا بيد مع كل الفصائل الفلسطينية الأخرى.
وعن الضمانة التى ستحول دون تكرار ما حدث فى 2006، من انشقاق آخر بين أى فصيل وفصيل، إذا نجحت حماس فى حصد الأغلبية البرلمانية وتشكيل الحكومة، حدد برهوم عدة عناصر لذلك، وكان أهمها الوحدة وإعادة اللحمة بين أبناء الشعب الفلسطينيى، وإنهاء حالة الاستقطاب الذى تمارسه دول بعينها لفصائل معينة لتنفيذ أجندة خاصة تخدم مصالحها، وتوفر الإرادة السياسية لجميع الفصائل وقادتها، وإبداء المرونة التى تحول دون حدوث انشقاق كبير يعطل العمل العام من أجل القضية الفلسطينية، وأيضا التصدى بشكل جماعى لأى حالة استفراد من أى طرف دولى على أى طرف فلسطينى، بالإضافة إلى إشراك الجميع فى كل ما يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية، وعدم انفراد أى فصيل بأى قرار حتى وإن كان يمتلك اتخاذ القرار منفردا، وأخيرا مواجهة كافة التحديات التى تواجه القضية الفلسطينية بإجماع وطنى.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية من صفقة "وفاء الأحرار"، ووصفها من جانب وزير الأسرى والمحررين الفلسطينى "عيسى قراقع"، بأنها "تافهة وشكلية"، قال المتحدث الرسمى باسم حركة حماس فوزى برهوم، "هناك تيار فى السلطة الفلسطينية يتزعمه "قراقع"، ويحاول أن يسفه ويحط من شأن الصفقة التى أجمع كل الساسة والمتابعين على أنها أفضل ما يمكن أن يتحقق، مع الجانب الإسرايلي، وأضاف، "نحن نعلم تماما لماذا يحاول "قراقع"، وفريقه فى السلطة، التهوين والتقليل من هذه الصفقة المشرفة، التى أدخلت البهجة والسعادة على قلوب آلاف الفلسطينيين، بالإضافة إلى أن هجوم قراقع يقلل من مجهودات الجانب المصرى الذى كان حريصا وبشكل غير معهود على أن ننال أقصى ما يمكن من مكاسب أخرى.
وكشف برهوم، عن أن لقاءً مرتقبا سيجمع بين رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، غدا الأربعاء، فى القاهرة، للتمهيد لعقد أول اجتماع للإطار القيادى المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد غد، بحضور الرئيس الفلسطينيى محمود عباس وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحماس، والأمناء العامون لباقى الفصائل الفلسطينية.
وبالنسبة لما ردده البعض من أن حماس لم تهتم كثيرا بالمرحلة الثانية التى لم يفرج فيها عن أسرى ينتمون لها، قال برهوم، "هذا غير صحيح فنحن كنا فى استقبال الأسرى عند معبر رفح، وجرى استقبالهم رسميا عند معبر رفح من جانب قيادات كبيرة فى حركة حماس، رغم أنهم لا ينتمون لحماس، نحن لا نفرق بين أسير وآخر، فالجميع أبناء الشعب الفلسطينى، كما أشار إلى أن حماس مُنعت من تنظيم أى فعالية لتكريم الأسرى فى الضفة الغربية، كما حدث فى المرحلة الأولى، رغم أنهم فى غزة سمحوا للجميع بالتعبير عن فرحتهم بالأسرى.
المتحدث باسم حركة حماس: لا نخشى الانتخابات لأننا نثق فى الشعب الفلسطينى الذى يعرف من أحدث الفرقة وأخّر المصالحة.. وحديث قراقع بأن صفقة الأسرى تافهة هو تقليل من مجهودات القيادة المصرية
الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011 02:20 م
فوزى برهوم المتحدث الرسمى باسم حركة حماس مع محرر اليوم السابع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة