الطرف الثالث والأيادى الخفية، هى المصطلحات التى يطلقها المجلس العسكرى دائما، تعليقا على أى أحداث عنف ضد المتظاهرين، بداية من مارس حتى أحداث قصر العينى، وما تم أمس من عنف مفرط وبلطجة ضد المعتصمين السلميين.
هذه الأيادى الخفية والطرف الثالث، هى من قتل وسحل وضرب شباب الثورة طوال هذه الفترة وطوال هذه الأحداث، وهى من تسبب فى زعزعة الاستقرار وتصاعد الأحداث باستمرار، وهى من لا تريد لهذا البلد أن ينهض وترغب دائما فى أن يظل الوضع مشتعلا.
هذه الأيادى الخفية هى التى قامت بفض الاعتصامات فى مارس وأبريل ويونيو ونوفمبر وديسمبر.
رأينا بأعيننا الأيادى الخفية والطرف الثالث، وهى تلقى بجثث الشهداء من شباب الثورة فى القمامة فى نوفمبر الماضى، ورأينا بأعيننا الأيادى الخفية وهى تقوم بإلقاء الحجارة على المعتصمين المسالمين أمام مجلس الوزراء، وتقوم بتعذيب شباب الثورة داخل مبنى مجلس الشعب، وهى من تقوم بإطلاق الرصاص الحى والخرطوش على أعين المتظاهرين.
الغريب هذه المرة فى خطابات المجلس العسكرى ورئيس الوزراء الجديد، هو تزامنها مع وجود فيديوهات لهذه الأيادى الخفية، وهى ترتدى ملابس الشرطة العسكرية، لتقوم بقتل المتظاهرين أو رشقهم بالحجارة من أعلى أسطح المبانى.
طالبنا كثيرا فى السابق بالتحقيق فى وقائع عديدة حدثت فى الشهور الماضية، لعقاب هذه الأيادى الخفية ومنع الطرف الثالث من ضرب استقرار مصر، ولكن هذا مطلب خيالى لأن الأيادى الخفية لن تعاقب نفسها.
وبعد وقوع المئات والمئات من المصابين والعشرات من الشهداء، فى كل الأحداث السابقة، ضمنهم أطباء وأساتذة جامعة ومهندسون وطلبة وعلماء بالأزهر الشريف، وكان آخرهم الزميل الشهيد أحمد منصور عضو حركة 6 أبريل بمجموعة أكتوبر، فإنه من غير المجدى، أن نطلب من الأيادى الخفية أن تقوم بالتحقيق مع الأيادى الخفية.
فالأيادى الخفية هى التى تدير المجلس العسكرى، الذى يصر على الاحتفاظ بالسلطة أكبر وقت ممكن، والتحكم فى السلطة مستقبلا، وهذا هو المحرك الرئيسى لانقلابهم على شباب الثورة وافتعالهم للأحداث التى تزيد التوتر والعنف فى البلاد.
والآن ومع تصاعد هذه الأحداث واستمرار نزيف الدم فى صفوف الثوار المصريين، وهذا الذى يجرنا بالطبع لمسلسل عنف جديد واستمرار تصاعد الأحداث، علينا جميعا الاستماع لصوت العقل فى هذه المرحلة، والبحث عن سبل وقف العنف ونزيف الدم بجميع الوسائل.