قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن المصريين أثبتوا مرة أخرى قدرتهم على المشاركة بأعداد ضخمة فى اختيار نواب أول برلمان منتخب بحرية.
وأضافت الصحيفة، فى افتتاحيتها اليوم الجمعة، تعليقًا على الانتخابات، أنه للوصول إلى هذه النقطة كان عليهم أن يطيحوا بالرئيس مبارك، وشن عشرات الآلاف حملة شرسة فى الأيام الأخيرة للاحتجاج على تمسك الجيش بالسلطة، وأثبت الناخبون شجاعتهم وإرادتهم فى التحرك من أجل بناء نظام ديمقراطى جديد.
واعتبرت الافتتاحية أن نضال المصريين لن يوشك على نهايته، فالانتخابات ما هى إلا الخطوة الأولى فى عملية شديدة التعقيد وضعها الجيش، ولن يكون هناك فيها برلمان حتى منتصف مارس، على أن يُنتخب رئيس جديد فى يونيو. وهناك شكوك خطيرة بشأن ما إذا كان الجيش سيسلم السلطة بشكل كامل حتى بحلول هذا الموعد.
وبرغم احترام الصحيفة لاختيارات الناخبين، بوصفها جزءًا أساسيًا من الديمقراطية، إلا أن السنوات الطويلة من القمع السياسى، والطريقة التى يحابى بها المجلس العسكرى "الإخوان"، تجعل من الصعب اكتشاف ما تعبر عنه النتائج الأولية للانتخابات.
ومضت الصحيفة فى القول إن ما ينبغى أن يكون واضحًا أمام "الإخوان"، الذين نفوا أى خطط للتحالف مع السلفيين، هو أن أغلب المصريين ليس لديهم مصلحة فى التخلص من ديكتاتورية مبارك العلمانية ليحل محلها "ديكتاتورية دينية". وأوضحت إنه برغم أن ممثلى الإخوان يقولون إنهم يريدون إنهاء الفساد، والتعجيل بالإصلاح، وتحقيق التنمية الاقتصادية، إلا أنهم فى حاجة إلى وضع أجندة تفصيلية تركز على الوظائف والتعليم وتضمن الحريات لجميع المصريين.
وأعربت الصحيفة عن أملها فى أن تدفع نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الأطراف الأخرى إلى بذل جهود أكبر لضمان أن تكون أصواتهم ممثلة فى البرلمان. وأشارت إلى أن الجماعات السياسية التى تؤمن بالديمقراطية فى حاجة إلى التوحد للضغط على العسكر لنقل السلطة سريعًا لحكومة مدنية مؤقتة تتمتع بمصداقية، وإسقاط محاولات توجيه كتابة الدستور الجديد، لأن بقاء الجيش لن يؤدى إلا لمزيد من عدم الاستقرار.
كما دعت الصحيفة الإدارة الأمريكية إلى بذل جهود أكبر من أجل توضيح أنها تقف بجوار من يطالب بالحكم المدنى والحقوق الديمقراطية الكاملة والتسامح، وقالت إن على الرئيس باراك أوباما أن يصر على رفع المجلس العسكرى قانون الطوارئ وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين.
وختمت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها قائلة إنه برغم المخاطر الكبيرة، إلا أن الانتخابات هذا الأسبوع جذبت الملايين للتوجه إلى صناديق الاقتراع، وأثبتت أن المصريين تواقون للديمقراطية. وفى ظل مراقبة باقى العالم العربى لهذه الانتخابات عن كثب فمن الضرورى أن تحقق نجاحًا.
"نيويورك تايمز": المصريون مشتاقون إلى الديمقراطية
الجمعة، 02 ديسمبر 2011 12:43 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة