معتز نادى يكتب: حرق الدم

الجمعة، 02 ديسمبر 2011 12:19 ص
معتز نادى يكتب: حرق الدم مظاهرات التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التحرير يتنسم عبير الحرية بينما بعض بيوتنا المصرية تعيش بعقلية "خلينا جنب الحيط" و"إحنا طلعنا بيكم فى الدنيا" و"ليه ترمى نفسك للتهلكة وتروح التحرير" وغيرها من كلمات صادرة من أب وأم بدافع العاطفة التى تعشق أبناءها فلا تريد أن تراهم بعين واحدة أو يكون المشهد الأخير لهم ينته برصاصة ترسل أعز ما يملكون إلى الجنة حتى يعيش من ينتمون لنفس بنى وطنهم فى كرامة وعدالة.
هذه الأسر التى كافحت من أجل تربية أبنائها هى نفسها الأسر التى تأتى لأبنائها بالمدرسين ودفع الأموال لهم حتى يحصل فلذات كبدهم على درجات عالية تتوج بزغروطة من الأم وأب يفرح ببنته التى سترتدى الفستان الأبيض ثم تأتى له بأول حفيد بعد شهور يقول له: يا جدو.
هذه الأسر التى تخاف على أبنائها ما رأيها عندما تعيش تحت حكم مستبد يرى شعبه "بيتسلوا" ويصطادهم برصاصه كأنهم عصافير تغرد بالحرية بينما هو يرى قتلها مجرد ردع لأعمال شغب؟ وإذا حكمت القصة بإنكار التهمة فيبقى نرميها على اليد الثالثة المخفية التى لا تظهر إلا وقت المظاهرات ولا يتم الوصول لهؤلاء الأشباح ويضيع الحق بسبب هؤلاء.

ما رأى ست الحبايب عندما ترى ابنتها التى ربتها وهى عائدة لبيتها بعد الجامعة ويتحرش بها واحد ضارب بانجو فى وسط الشارع وعلى عينك يا تاجر فلا يهاب أحدا لأنه يعيش وسط شرطة يدها مرتعشة تخاف أن تمد على بلطجى لكنها تبطش بيد من يتظاهر بشكل سلمى ولا مانع من أن تريه العين الحمراء؟

ما رأى الأب الفاضل عندما يكبر ولى عهده الذى سيكمل مسيرته فيخرج عاطلا لا يجد عملا ويحس بمنتهى التعاسة لأنه طويل بسم الله ما شاء الله نفسه يثبت ذاته لكن اليد قصيرة والعين بصيرة لأنه فى دولة لا تراعى العدالة الاجتماعية فى الوظائف والأجور؟

ما رأى أى أسرة سعيدة تغنى للثورة وتشجعها وترفض نزول أبنائها للتحرير خوفا على حياتهم، بينما هم إن أصابتهم مصيبة صحية وذهبوا لمستشفى حكومى شعروا بشىء من المذلة فى قلة الإمكانات والوقوف فى طابور حتى نيل شرف الكشف عند الطبيب ثم الحصول على العلاج بينما غيره ينعم بأمواله رزقه الله وزاده بخيرها ويأخذ حقه بفلوسه؟

بعض من مساوئ تظهر فى دولة عشتم فيها يا كل أم وأب وسكتم عليها بحكم الاستقرار وأن ربك كريم ولا ينسى أحدا من عباده وكله مقدر ومكتوب.

طيب وما المانع فى الإيمان بهذا المقدر والمكتوب على أبنائكم وتتركوهم يرسمون حياتهم بأنفسهم ويأخذوا التجارب فيتعلموها ثم يحصلون منها على الإيجابيات ويبعدون عن السلبيات.

لماذا لا تتركون أبنائكم يعبرون عن رأيهم وتكون إجابتكم: خايفين على عمركم؟

طيب والعمر بيد الله فهل تقدرون منع أمره إذا أراد فيكون قبض أرواح أبنائكم وبناتكم داخل منازلكم؟

كل مقدر ومكتوب فلا تخافون من الموت لأنه قادر بأمر الله على مقابلتك فى أى وقت فربما لا تمشى ابنتك على ميدان التحرير ولا يهتف ابنك هناك ومن ثم يطيعان أوامركما لكن الله يستطيع أن يسترد أمانته وهم حولكم.

ديا كل أب وأم اتركوا لأبنائكم و بناتكم حق بناء مستقبلهم وتجديد دماء الحياة فى بلادكم بدلا من حرق دمهم.
شجعوا بناتكم و أولادكم حتى لا يقف الواحد منكم فى طابور يتأفف فيه من ضياع الوقت و تعب القدمين و حتى لا تتعب فى الحصول على علاج و أجور محترمة و حتى تستطيع أن تشعر بعدالة و أمن وكرامة يرجع الفضل فيها لله ثم للشعب الثائر بحق حتى يقضى على الفساد ويبنى الأمجاد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة