أصدر مجموعة "مصريون ضد التمييز الدينى" بيانًا وقع عليه أكثر من 100 ناشط ومنظمة، موجهين خطابهم إلى القوى المصرية والمجلس العسكرى والإسلاميين والثوار، يحذرون فيه من خطورة الوضع فى مصر، وقالوا إن ثورة 25 يناير أنجزت فى 18 يومًا ما لم تنجزه ثورة أخرى فى عالمنا المعاصر، وكنا نأمل أن يصبح المجلس العسكرى سندًا وعونًا لتنفيذ بقية مطالب الثورة، لكنه على امتداد عشرة أشهر أثبت فيها، للأسف الشديد، أنه بحكم التكوين والخبرة ما هو إلا امتداد غير شرعى للطغمة التى حكمت مصر حوالى ثلاثين عامًا، والتى تربى المجلس العسكرى فى أحضانها، وهى العظمة التى أسقطتها ثورة 25 يناير المظفرة.
وأضاف البيان أن المجلس العسكرى صار يعيش تناقضًا ما بين انحيازه للنظام السابق وبين محاولة انحيازه للثورة، فجاءت كل قراراته مرتبكة ومشوهة، ولم ينفذ مطالب الثورة فى العدالة الاجتماعية، وبرغم إعلان المجلس العسكرى عشرات المرات عن حياديته والتعامل مع جميع القوى السياسية على قدم المساواة، إلا أن كل أفعاله تدل على خضوعه شبه الكامل للتيارات الظلامية والرجعية فى الوطن، خاصة التيارات الدينية السياسية ذات الأفق الضيق، إما لما يجمع بينهما من سمات مشتركة، مثل التراتبية والطاعة، أو إذعانًا لضغوط خارجية، وفى الحالتين يتم ذلك على حساب الوطن والشعب.
وطالب البيان المجلس بإحالة المتهمين فى هذه الجرائم إلى المحاكم (المدنية للمدنيين والعسكرية للعسكريين) وإحقاق الحق، واعتبار مصابى وشهداء التحرير ومحمد محمود وماسبيرو من شهداء الثورة، وصرف التعويضات المناسبة لأهالى الضحايا، وسرعة تحقيق مطالب الثورة والثوار من تغييرات جذرية لهياكل الدولة، بما يتواكب مع تطلعات المواطن المصرى.
كما طالب البيان القوى السياسية الإسلامية بالكف عن معاملة المواطنين بنظرة استعلائية، وبالكف عن التهافت على كراسى الحكم، والالتفاف على الإجماع الوطنى، وإظهار ما لا يبطنون، واستخدام التقية، كل ذلك متخذين من جماجم وعيون ودماء شباب مصر جسرًا لتحقيق مآربهم الانتهازية للوثوب على السلطة، مضيفًا أن هذا المنهج قد يكسبهم الكراسى، ولكنهم سيخسرون الوطن والشعب الذى هو فى أشد حاجة لهم فى هذه اللحظة.
البيان طالب أيضًا القوى المدنية ألا تأخذ من الإسلام السياسى حجة لإخفاء عجزها وتقاعسها عن الالتحام العضوى بالشعب، وخاصة الفئات الشعبية المقهورة والمضطهدة، علمًا بأن الكتلة الصامتة تتوق إلى هذه القوى المدنية، لكن حضورها، حتى الآن، اقتصر على القنوات الفضائية والخطابات الاستعلائية العنترية لاكتساب الشهرة، كما طالبهم بالالتحام الفعلى مع الثوار والإصغاء إليهم قبل فوات الأوان.
وأخيرًا طالب البيان ثوار التحرير بأن يتوحدوا ويختاروا من بينهم من يتحدث باسمهم ويمثلهم فى كل حلقات صنع القرار، وقال: "نحن نعلم زهدهم فى المناصب، ولكن المرحلة تقتضى الآن ممثلين يخدمون الشعب على شاكلتهم، منزهين عن البحث عن الشهرة وزاهدين فى السلطة".
"مصريون ضد التمييز الدينى" تحذر من خطورة الأوضاع
الجمعة، 02 ديسمبر 2011 04:10 م
المجلس العسكرى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الهوارى
شكر الله سعيكم