قال الكاتب الصحفى المخضرم روبرت فيسك عن ميدان التحرير إنه برغم وجود الآلاف هناك كل يوم، والدعوة لمليونية الجمعة، فإن انتخابات الاثنين والثلاثاء بدأت تثير الشكوك حول "من يمثل مصر الآن؟"، متسائلاً: "الثوار الشباب العلمانيون فى التحرير أم القائمة المتزايدة من المرشحين الإسلاميين الفائزين، من الإخوان المسلمين والسلفيين، والملايين الذين صوتوا لهم؟"، وأكد على استثناء وحيد فيمن يمثل مصر بقوله: "بالتأكيد ليس المشير محمد حسين طنطاوى حاكم مصر العسكرى".
ونشر "فيسك" فى تقرير بصحيفة "الإندبندنت" انطباعاته من ميدان التحرير، واصفًا كيف يمكنك الحصول على أى شىء فى التحرير، بدءًا من الذرة المشوية ومرورًا برحلة رخيصة لشرم الشيخ، إلى لافتات وأعلام، ونهاية بعبوات قنابل غاز.
وأشار الكاتب إلى الرؤى المتعددة فى الميدان الذى لم يعد مثل أيام الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك، على حد تعبيره، متحدثًا عما سماه بخفوت الآمال، رغم إصرار الشباب على ضرورة رحيل المجلس العسكرى.
وشكك روبرت فيسك فى مجادلة البعض بأن المجلس سيصطدم بالإخوان المسلمين لأنه لا يريد تسليم السلطة، معتبرًا أن المجلس يريد الحكم من وراء ستار، قائلاً: "مبارك لم يسلم السلطة مؤقتًا لرئيس المحكمة الدستورية، ليجرى انتخابات حسب الدستور، إنما سلم السلطة للمشير والمجلس العسكرى"، مضيفًا: "لا يأتى المجلس إلا برجال مبارك، وآخرهم كمال الجنزورى المكلف بتشكيل حكومة، والغريب أن المجلس العسكرى منذ الثورة اعتقل الآلاف من المتظاهرين، والعديد منهم عذبتهم الشرطة، فيما تجرى الشرطة العسكرية فحص عذرية على النساء المقبوض عليهن".
وتابع روبرت فيسك: "ومع ذلك، وجد المجلس بضعة آلاف من المصريين يتظاهرون لتأييده"، على طريقة تونى بلير حينما يوعز بمظاهرة ثقة بينما يحتج مليونان من البريطانيين على حرب العراق فى لندن، مؤكدًا أنه برغم كل ذلك فإن روح التحرير لم تتبخر تمامًا، وما زال آلاف الشباب يرون أن مهتهم لم تنجز، فلا يزال رجال مبارك هناك.
