د. عبد الجواد حجاب يكتب: انتخابات بطعم الثورة

الجمعة، 02 ديسمبر 2011 05:43 م
د. عبد الجواد حجاب يكتب: انتخابات بطعم الثورة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عرس ديمقراطى عظيم خرج الملايين من أبناء الشعب المصرى للوقوف فى طوابير طويلة أمام لجان الاقتراح لاختيار ممثليهم فى برلمان الثورة الأول. فى يوم عيد من أعياد الحرية فى مصر تفتحت زهور الربيع المصرى التى رويت بدم الشهداء وآلام المصابين والجرحى من أبطال الثورة المصرية فى ميدان التحرير وفى كل ميادين مصر، تفتحت زهور الحرية بألوانها البهيجة واندهش العالم كله شرقه وغربه من الزحام الرهيب أمام لجان الانتخابات، اندهش العالم من تعطش المصريين إلى الحرية التى حرموا منها على مدى عقود.

افرحى يا مصر بشعبك العظيم ارقصوا أيها المصريون بشدة لقد انبهر العالم بهذا المظهر الحضارى، وبشروا العالم بأن المصريين قادمون للصفوف الأولى بين دول العالم، إن شاء الله. لقد اندهشت وانبهرت وكتبت هذه الكلمات لأسجل للتاريخ مدى فرحتى ولأسجل بعضاً من خواطرى فى هذا اليوم الذى لا ينسى فاسمحوا لى أن أسجل بعض مشاهداتى فى هذا العيد العظيم لحرية المصريين فى هذه الانتخابات التاريخية فى أول انتخابات ثورية والتى نعتبرها البداية الحقيقية لتنفيذ مطالب الثورة.

أردت أن أسجل هنا انتصار الشعب والجيش فى هذا اليوم وخرج الشعب تحت حماية القوات المسلحة المصرية العظيمة والشريفة ليدشن هذا الفرح الديمقراطى، خرج الشعب مطمئنا لنزاهة الانتخابات تحت إشراف قضاء مصر الشريف الذى قرر التضحية من أجل نجاح هذا العرس الديمقراطى. كلنا شاهدنا المفارقة الغريبة بين انتخابات اليوم الحضارية بدون تسجيل أى حادث أمنى مهم لإنتاج أول برلمان مصرى حر يعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب وبين انتخابات الأمس التى أدارتها وزارة الداخلية بالاعتداءات والقنابل ليحمى الحزب المنحل الذى أتقن التزوير والإفساد لينتج برلمانات لا تعبر عن الشعب. لقد أظهر الشعب المصرى ثقته الغالية فى إبطال قواتنا المسلحة الشريفة وارتياحه واطمئنانه وخاصة بعد إعلان خارطة الطريق التى تنتهى بتسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب فى أول يوليو القادم إن شاء الله. اليوم لاحظنا فشل كل محاولات التشكيك فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وفشلت معها كل محاولات الوقيعة بين الشعب والجيش، وبصراحة لا نملك إلا أن نشيد بالمجهود الكبير الذى قام به جيشنا العظيم من مجهودات لتأمين نزاهة الانتخابات وحريتها لتكون معبرة تعبيرا حقيقيا عن إرادة الشعب المصرى.

أردت أن أسجل احترامى واعتزازى بالمرأة المصرية أمى وجدتى وأختى وزوجتى التى اصطفت فى طوابير كبيرة أمام الصناديق صفوف المرأة شاركت فيها كل الطبقات وكل المستويات المرأة المصرية التى أثبتت جدارتها وشفافيتها وأمانتها والتزامها. فكانت طوابير المرأة من كل الطبقات التى أبهرت الصحافة والمفكرين فى مصر والعالم أجمع.

خرجت المرأة لتعبر عن مدى سعادتها بالحرية خرجت المرأة لتعبر عن تحيتها لما قدمه أبناء الشعب من تضحيات للحصول على الحقوق المسلوبة خرجت المرأة لتعبر عن تقديرها لقرار شرط وضع امرأة فى كل قائمة وفى مكان متقدم من القائمة.

أردت أن أسجل أنه لا يمكن تغافل البعد الدينى المؤثر فى السياسة والخيارات السياسة فكلنا شاهدنا رجال الدين مسلمين وأقباط يلتزمون بالطوابير الطويلة للإدلاء بأصواتهم وحث الناس على ضرورة التصويت بأمانة للشخص المناسب والذى يجدون فيه مصلحتهم كمصريين وإن كان الأمر لم يخلو من استغلال الدين لتحفيز الناخين للتصويت لأسماء أو قوائم معينة وأعتقد أن الطبيعة الدينية والتاريخ الطويل للشعب المصرى فى التوحيد واحترامه للأديان يقلل من قيمة بعض التجاوزات فى هذا البعد وأعتقد أن إلغاء العاطفة الدينية التى يتمتع بها الشعب المصرى أمر شبه مستحيل وأعتقد أن فصل الدين عن الدولة أو فصل الدين عن السياسية أو فصل الكنيسة أو المسجد عن المجتمع أمر صعب يكاد يكون مستحيل فى مصر ولكننى أعتقد أن فصل الخطاب الدينى عن الخطاب السياسى أمر ممكن ولكن يحتاج إلى جهد وسنوات فى عصرالديمقراطية الحقيقية. من المهم جدا أننا لاحظنا أن الانتخابات استلهمت روح ميدان التحرير فى توحيد صفوف المصريين جميعا دون النظر إلى الديانة أو العرق. كلنا لاحظنا وتأكدنا من مدى حب وتقدير الشعب المصرى مسلمين وأقباط للدين الوسطى الذى يجمعنا ولا يفرقنا.

أردت أن أسجل أن نسبة الأخطاء والتجاوزات الناتجة عن سوء التنظيم كانت فى الإطار المتوقع منا جميعا بل وأقل، ولكن توجيه النقد بشكل فيه تهويل لهذه الأخطاء والتجاوزات من بعض نخب الشعب أمر أزعجنى جدًا لخوفى من جعل هذا التفزيع مقدمة من البعض لرفض النتائج أو للطعن فى شرعية الانتخابات. لقد كانت تعليقات لجان المراقبة الخارجية وأعضاء السفارات الأجنبية ومعظم الصحف العالمية إيجابية جدا لصالح تحضر الشعب المصرى وحبه للحرية وعشقه للديمقراطية. وكان العكس من بعض مراقبينا وصحفنا ونخبنا وهذا أمر مزعج جدا. وأزعجنى أكثر ما عبرت عنه بعض الصحف والساسة الإسرائيليين من انزعاجها الشديد من احتمال فوز القوى الإسلامية فى الانتخابات وزاد انزعاجى من مجاراة بعض النخب والصحف بكل أسف لحكام وشعب إسرائيل فى هذا الإطار خاصة أن معظم دول العالم تخلصت من الإسلاموفوبيا خاصة بعد أن أتى الربيع العربى بالأحزاب الإسلامية إلى المقدمة فى تونس والمغرب والكل يتوقعه فى مصر. لقد انتهى عصر فزاعة الإسلاميين التى حرمتنا من الحرية على مدى عقود لقد تخلصنا منها إلى الأبد وأعتقد أن العالم تحرر أيضا من هذه الفزاعة.
أردت أن أسجل ما قامت وما تقوم به صحيفة "اليوم السابع" الحرة من ترسيخ لمبادئ الصحافة الحرة والمعبرة عن الحقيقة المجردة ومن هنا أقول ألف مبروك لـ"اليوم السابع" الحرة على حصولها على المركز الأول كأفضل موقع فى الشرق الأوسط للمرة الثانية على التوالى فى تصنيف مجلة فوربيس الشرق الأوسط. وأيضا فى نفس السياق أردت أن أعبر خالص تقديرى لقناة الجزيرة مباشر مصر والتى استحقت تسميتها بأنها قناة الثورة المصرية المباركة.
وأخيرا أقول وادعوا بالرحمة لشهداء الثورة المصرية والشفاء لمصابيها والصبر لعائلاتهم والذين لولاهم ولولا دماؤهم الذكية ما تفتحت زهور الحرية فى بلدنا الحبيبة الشامخة مصر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة