النشرتى: تدخل "العسكرى" فى "الاقتصاد" ينذر بكارثة

قال مسئول مالى كبير بالجيش المصرى، أمس، الخميس، إن الاحتياطيات الأجنبية لمصر ستنحدر إلى 15 مليار دولار بنهاية يناير، وإن عجز الميزانية سيرتفع بدرجة أكبر، الأمر الذى قد يستلزم مراجعة دعم البنزين ومواد أخرى.

وقال محمد نصر، رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة فى إيجاز صحفى عن الاقتصاد، إن الاحتياطيات الأجنبية ستتراجع بنهاية يناير المقبل إلى 15 مليار دولار، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وكان البنك المركزى قد أعلن أن حجم الاحتياطيات بلغ 22 مليار دولار فى نهاية أكتوبر، وهو مستوى، حسب قول اقتصاديين، إنه لا يتيح مجالا كبيرا للحركة فى مواجهة أزمة عملة تلوح فى الأفق.

وقال نصر، إن عشرة مليارات دولار فقط من الاحتياطيات ستكون متاحة، نظرا لوجود مستحقات قائمة، قدرها خمسة مليارات دولار، تتعلق بمدفوعات إلى مستثمرين أجانب والتزامات أخرى.

من جانبه، علّق الدكتور مصطفى النشرتى، خبير الاقتصاد الدولى، ووكيل كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، على ذلك التصريح قائلاً، "إنه ليس من حق رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة الإفتاء فيما يخص الاقتصاد، فهو ليس خبيراً اقتصادياً، وإنما هو مسئول عن الشئون المالية للقوات المسلحة، وبناءً عليه، فهو لا يمتلك الخبرة فيما يخص اقتصاد البلاد أو المالية العامة للدولة".

وأضاف النشرتى، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه لابد ألا يقوم المجلس العسكرى بترويع المواطنين من خلال مثل تلك التصريحات، التى لا تنم عن علم بما تمتلكه مصر من موارد لا يمكن فى ظل وجودها أن تفقد مصر احتياطيها من النقد الأجنبى، مؤكداً أن "استمرار المجلس العسكرى فى إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية ينذر بكارثة اقتصادية، إلى جانب إفسادهم للحياة السياسية".

وأوضح النشرتى أن الاقتصاد المصرى يعانى منذ 30 عاماً من عجز فى ميزان المدفوعات، علاوةً على العجز فى الموازنة العامة للدولة، مما يعكس تراكم كل ذلك العجز من أيام النظام البائد المنحل.

وأكد خبير الاقتصاد الدولى، ووكيل كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أنه على الرغم من معاناة الاقتصاد المصرى منذ عقود إلا أن مصر لم ولن تفقد احتياطى النقد الأجنبى، معللاً ذلك بزيادة إيرادات مصر من قناة السويس، بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين فى الخارج وغيرها من الموارد التى لم تفقدها مصر، والتى ستواجه تراجعا دخل السياحة وزيادة فاتورة الواردات.

ومن جانب آخر، أشار خبير الاقتصاد الدولى، ووكيل كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إلى أن توسع المجلس العسكرى فى الإنفاق غير المبرر، هو الذى يهدر المليارات، ضارباً مثلاً على ذلك بإنشاء "القرية الأوليمبية" و"إستاد" على مستوى دولى.