محمد عبد ربه سليمان يكتب: نحو مشروع قومى لمصر

الإثنين، 19 ديسمبر 2011 04:59 م
محمد عبد ربه سليمان يكتب: نحو مشروع قومى لمصر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسعى معظم الدول إلى تبنى مشروعا قوميا تتوحد حوله شعوبها، قد تختلف الأحزاب السياسية فى طريقة تنفيذ هذا المشروع ولكنها تتفق على أسسه. على سبيل المثال أرى أن المشروع القومى الأمريكى هو أن تصبح الولايات المتحدة أقوى دولة فى العالم.

ولكى تحقق هذا المشروع فإنها تعتمد على نظرية فى علم الاجتماع تقول بأن "التنافس بين أفراد الجماعة الواحدة يضعفها، بينما التنافس بين الجماعة وجماعة أخرى يقويها". ولكى يتوحد الشعب الأمريكى حول هذا المشروع تلجأ الولايات المتحدة باستمرار إلى خلق عدو خارجى يسعى للقضاء على الولايات المتحدة فيتوحد الشعب الأمريكى حول القضاء على هذا العدو، ويمكن متابعة ذلك عبر دراسة تاريخ الولايات المتحدة بدءاً من التوحد ضد الهنود الحمر وإبادتهم بمنتهى الوحشية، مع أنهم هم السكان الأصليين للأمريكتين، وانتهاءً بصناعة "أسامة بن لادن" ليكون بمثابة "الغولة" التى ترهب الشعب الأمريكى وتحاول القضاء عليه. ولكى تنجح الولايات المتحدة فى تحقيق مشروعها القومى، فإنها تلجأ إلى وسيلة أخرى تتمثل فى إضعاف الدول الأخرى عن طريق إذكاء نار الفتنة بين كافة طوائف شعوب، تلك الدول وذلك تحت مسمى حماية الأقليات.


مثال آخر على امتلاك الدول لمشروعات قومية هو الكيان الصهيونى الذى نسميه بشكل خاطئ "دولة إسرائيل". فهى ليست دولة لأن الاعتداء على الجيران من أبرز سماتها، كما أن إسرائيل هو اسم نبى الله يعقوب الذى يجب ألا ندنس اسمه بقذارة هذا الكيان. هذا الكيان الصهيونى لديه مشروعه القومى الذى يلتف حوله الصهاينة وهو إقامة دولة إسرائيل الكبرى التى تمتد من النيل إلى الفرات، ويبذلون كل غالٍ ونفيس من أجل تحقيقه، كما يغرسونه فى أطفالهم حتى يشبوا عليه.

فى مصر أرى أن أفضل مشروع قومى لمصر – من وجهة نظرى – هو إقامة العدل، فجميع المصريين من كافة الطوائف قد ذاقوا مرارة الظلم وتوحدوا على إسقاطه ولم يحتاجوا إلى الولايات المتحدة لحماية الأقليات فى أوج الانهيار الأمنى، بل تماسكنا جميعا كجماعة واحدة تشمل جميع المصريين المظلومين ضد النظام الظالم. ما أحوجنا إلى إقامة العدل فى كافة نواحى الحياة، فإقامة العدل هى الأرض الخصبة التى ستحقق الازدهار والنمو الاقتصادى لمصر. إقامة العدل هو المشروع القومى الذى سيتوحد حوله المصريون جميعاً من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لأنه السبيل الوحيد لتماسك أبناء هذا الوطن.

من أوجه إقامة العدل التى يجب أن نتبناها ونغرسها فى نفوس الأجيال القادمة، هو إعادة تقييم العلاقة مع الكيان الصهيونى، فهذا الكيان ما هو إلا تجمع لصهاينة من كافة أنحاء العالم أقاموا فى أرضنا بدون إذن منا، شردوا أهلنا، وقتلوا أطفالنا، هدموا مساجدنا وكنائسنا. هل تقبل دولة فى العالم أن يحتلها مواطنون من دول أخرى ويفعلوا بها ما يفعله الصهاينة بأهلنا فى فلسطين؟ إقامة العدل تقتضى أن نُعيد هؤلاء الصهاينة الذين احتلوا أرضنا إلى بلادهم التى أتوا منها. قد يكون ذلك شبه مستحيل من الناحية العملية، ولكن على الأقل يجب أن نُغذى ذلك فى وجداننا ونفوسنا وأن نُربى الأجيال القادمة عليه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة