فارس أحمد طه يكتب: من المخطـئ

بعد كل ما حدث أمام مجلس الوزراء وقصر العينـى.. يأتى سؤال هـو الأهم.. من المخطئ؟ هل المتظاهرون الذين كانوا جالسين أمام مجلس الوزراء؟ أم الشباب المتحمس المتواجد عند قصر العينى؟ أم عدم فهم العسكرى الأمور جيدا؟ وأين دور المجلس الاستشارى؟ كل هذه أسئلة فى غاية الأهمية إذا تمت الإجابة عنها سوف يستريح الشعب ونعرف الحقيقة كاملة.

المتظاهرون أمام مجلس الوزراء.. بعيدا عن أنى أتفق أو أختلف فى فكـرة الاعتصام أمام المجلس.. ولكن التظاهر السلمى حق لكل مـواطن، خاصة بعد ما أثبتت الحكومة والمجلس أنهم لا ينفذون المطالب بسهولة بل يتم تنفيذها بعد مشاكل وصعوبات كثيرة.. فالمتظاهرون أو المعتصمون أمام المجلس كانوا جالسين يرددون بعض الهتافات.. وهذا حقهم.. ولكن أن يتم التعدى عليهم، هنا المشكلة والمشكلة الأكبر من بدأ بالضرب؟.. ومن الصعب أن نعرف من بدأ بالضرب ولكن كان على المجلس أن يعلم ما سوف يحدث إذا تم وضع جنود غير مؤهلين نفسيا للتعامل مع المتظاهرين (ليس تقليلا من كفاءة الجنود عسكريا).. ولكن هناك بعض المواقف تطلب تدريبا خاصا أيضا الشباب الذى كان متواجدا أمام قصر العينى.. لن أقول إن هناك قلة مندسة وهذا الكلام الممل.. ولكن الحقيقة المعروفة أنه يوجد متظاهرون، ويوجد بعض الأشخاص الذين يريدون أن يخربوا فقط.. ويوجد بعض الشباب المتحمس الذى تأخذه الحماسة بدلا من الحكمة والعقل.. ولكن لماذا يتم ضربهم؟.. أين المسئول عن القوات المتواجدة أمام المتظاهرين؟.

أما المجلس الاستشارى.. فكان رد بعض الأعضاء رداً مغيباً.. وكان قرارهم بالفرار من المسئولية.. هل كانوا يتوقعون أنهم داخل المجلس سوف يأكلون كل ما لذ وطاب! لماذا لم يوجه كلمة حكيمة أو يخاطبوا المجلس العسكرى عن ما يحدث؟ هل الحل فى الاستقالة أيها المجلس الاستشارى؟ لابد أن يعلم أعضاء هذا المجلس أنهم فى منصب المسئولية عليهم حماية أفراد الشعب ليس التخلى عن الشعب.

وكل هذه الأحداث تجعلنى أقول من المخطئ؟ يا رجال الشرطة ويا رجال القوات المسلحة إذا كانت هناك بلطجية فلماذا لم يتم القبض عليهم؟ مع العلم أن رجال الشرطة المتواجدين فى أقسام الشرطة يعلمون أسماء البلطجية والداخلية لديها جميع أسماء البلطجية والمسجلين خطر.. وإليك أيها المجلس العسكرى.. جميع أفراد الشعب يعلم أنك تحمى البلد من الخارج.. ولكنك لست مؤهلا للسياسية الداخلية.. فلتحاول أن تأخذ بعض القرارات الحكيمة وكلمة حق ليس الخطأ خطؤك وحدك.. فالمجلس الاستشارى الذى تم تعيينه لمساعدة د.الجنزورى الذى يتحمل أيضا جزءا من هذه المسئولية، فهو الآن يعتبر المدافع عن الشعب.. ولكن وللأسف أعضاءه الآن ينسحبون.. ولا يريدون تحمل أى مسئولية.. فإلى أى طريق نسير.