عبد المنعم فوزى يكتب: الديمقراطية تفاوض

الإثنين، 19 ديسمبر 2011 06:49 م
عبد المنعم فوزى يكتب: الديمقراطية تفاوض صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"نوح راح لحاله والطوفان استمر والدنيا غرقانه شر وعجبى".. كلمات المبدع صلاح جاهين افتكرتها، وأنا شايف الناس تايهة بين اللى بيحصل فى ميدان التحرير، ورد الفعل العنيف من قوات الجيش.. بجد أنا مش فاهم ليه مطالب الميدان عاملينها مشكلة، مع إنه راح لحاله والطوفان استمر، مركبنا تايهة لسه مش لاقية بر.. آه م الطوفان وآهين يا بر الأمان، إزاى تبان حلها بسيط وفى إيدينا.. السبب إن إحنا مش عارفين إن ألف باء الديمقراطية هى التفاوض كوسيلة يعتمدها الناس لحل الخلافات الناشئة بينهم للوصول لإقرار اتفاق من خلال الحوار حتقولى إزاى؟ شباب وثوار التحرير وبعض ميادين مصرعنده مطالب أولها تسليم السلطة للمدنيين وتطهير الشرطة واختيار لجنة لوضع الدستور الآن وقبل انتخاب مجلس الشعب. المشكلة أنه لا يملك القوة الكاملة لإملاء إرادته وفرضها إجباريا والمجلس العسكرى شايف إن الوقت حرج جدا ومش مستحمل مشاكل. الحل أن نثق أن الفريقين مخلصان فى خيارهما والكل عايز مصلحة البلد. طب نعمل إيه؟ نختار بعض مطالب الثوار ونتفاوض على الباقى يعنى إيه المشكلة إن تم اختيار لجنة لوضع الدستور خلال 3 شهور مع استمرار العملية الانتخابية وعلى شهر مارس القادم يكون عندنا دستور يتم على أساسه اختيار رئيس الجمهورية. ودى بقى الديمقراطية للوصول لحل وسط . شوف ياصاحبى لما أقولك نحن نعيش عصر المفاوضات، سواء بين الأفراد أو الدول أو الشعوب فكافة جوانب حياتنا هى سلسلة من المواقف التفاوضية. بشرط ان يوافق وتتفق جميع التيارات المختلفة، خاصة الإخوان المسلمين والتيار السلفى. المشكلة أننا أصبحنا فى حالة صراع، ولا نتفق على شىء واحد، ومثلث الرعب الذى يحكم المشهد السياسى الآن.. المجلس العسكرى، ثوّار التحرير، الإخوان المسلمون. كل منهم يرى أن دوره هو الأكبر والأهم، وهو الذى صنع الثورة ومن حقه قيادة البلاد، المجلس بيقول إن لديه الشرعية، وأنه ضحّى من أجل مصر، لأنه قال لمبارك "ارحل كما يريد الشعب"، يعنى اختار صف الشعب وحمى الثورة، الثوار بيقولوا إنهم نزلوا إلى الميادين، وتحملوا بصدور عارية الضرب والإهانة والاعتقال وطلقات الرصاص، من اجل اقامة دوله ديمقراطية "عيش حرية عدالة اجتماعية"، يعنى عايزين دولة عصرية بجد وبسرعة. الخوف أنهم لن يمثلوا فى مجلس الشعب الجديد باكثرمن 5% فقط من المقاعد، يعنى لن يشاركوا فى البرلمان بشكل كاف. النتيجة حكومة لن يختاروها، برلمان لن يشاركوا فيه، دستور غير ممثل لهم. كمان شايفين إن دماء زملائهم الشهداء، لم يحاسب المخطئ حتى الآن. أما الإخوان، بيقولوا لا يمكن أن ندير البلاد وحدنا يجب أن يشارك الجميع فى إدارة البلاد وفى الحكومة الجديدة، ولكن ماحدش مصدقهم. أضلاع المثلث يمكن أن يتفهموا ويتفاوضوا لأننا كلنا شركاء فى الوطن والديمقراطية تفاوض طب فين المشكلة؟ أم المشاكل هم النخب السياسة التقليدية اللى عاملين فاهمين ومثقفين. دول بقى كدابين الزفة بيجلسوا مع المجلس العسكرى ويتفقوا معه على شىء، ثم يذهبون للثوار ويتفقوا معهم على شىء آخر، وبيلعبوا على كل الأحبال. هؤلاء يطاردونا فى كل مكان، من الإذاعات والجرائد والفضائيات ومن تحت الباب.. قال إيه؟ حيصححوا الأوضاعَ وسينقذون البلاد من الخراب. إحنا عارفين أنهم هم الذين ساروا لسنوات بهذه البلاد نحو الخراب. الحكاية وما فيها أنهم نخب شابت وشاخت وتجاوزها قطار الزمن.. سارقوا الأحلام وبائعو الأوهام.. تعبنا منهم بيغيروا أقنعتهم ولا يتغيرون، بنحلم باليوم الذى نصحو فيه ولا يكونون، دول بقى يعتزلوا السياسة أحسن لهم، أو نسجنهم بعد محاكمات عادلة. السبب أنهم بيلعبوا لعبة تقسم الشعب بين معسكر مدنى ومعسكر إسلامى وكأننا فى حالة حرب، بيقولوا إن المتأسلمين دخلوا البرلمان وحيمسكوا الحكم ويلبسوا السيدات والرجال الطرح واى معارض ليهم حيقولوا عليه مرتد وكافر. شوف يا صاحبى لما أقولك إحنا فى الأصل دولة متدينة بمسلميها ومسيحيها وتقاليدنا الشرقية لا تسمح بوجود انحلال.. عارفين الناس بتقول إيه؟ ومالوا هوه فيه أحسن من شرع ربنا، أدينا ذقنا شرع مبارك واللى قبله مشفناش منهم أى خير خلينا نشتغل بالدين ونقيم نظاما ليس فيه رشوة ولا محسوبية ولا سرقة ولا نهب لأموال البلد ونشوف هنروح على فين. علشان كدة إحنا محتاجين وقفة تأمل ومحاسبة وخطة عمل نجتمع عليها جميعًا والوقت حرج جدا ومش مستحمل مشاكل. القصة إننا عايزين نوعى الناس اللى محتارة ومش عارفة ماذا يحدث بالظبط؟ أى كيف السبيل إلى الوصول إلى قرار سياسى عقلانى. ده بقى الكلام اللى عايزين نتناقش فيه، لأ ننابعد الثورة نملك قرارنا وحريتنا يعنى عايزين نستخدم عقولنا بعد أن أكل الجهلُ أمخاخنا وشوه أفكارنا بدعاية متخلفة وأقلام مرتعشة. عايزين نحتوى كل الآراء لنصل لطريق مشترك لحل المشاكل، يعنى على جميع الأطراف افتراض وجود حل ما، وبالتالى نجتهد لهزمية المشكلة لا لهزيمة أنفسنا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة