د. مصطفى النجار

سامر الشيخ على خط خالد سعيد

الأحد، 18 ديسمبر 2011 04:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجهه وجه مصرى أسمر أصيل، ملامحه هادئة.. يشع منها النقاء والصفاء والطيبة والبساطة، مثله مثل الملايين فى هذا الوطن من الشباب الذين تخرجوا فى جامعاتهم، ولم يجدوا عملا، فذهبوا يبحثون عن أى فرصة عمل حر شريف، تكفل لهم حياة كريمة، هو ابن لأسرة عريقة تعمل والدته فى الجهاز الإدارى للدولة، وتدرجت حتى أصبحت وكيلة وزارة، كل من يعرفونه يشيدون بدماثة خلقه، وهدوئه وأدبه الجم.

 تحكى أمه عن قصة استشهاده حين نزل سامر إلى الشارع ليقود سيارته الجديدة التى اشتراها بالقسط، ليعمل عليها بالتنسيق مع أحد مكاتب تأجير السيارات الخاصة، باحثا عن لقمة عيشه الحلال، أوقفته سيارة ميكروباص عادية، خشى أن يكون هؤلاء من قطاع الطريق الذين يقومون بسرقة السيارات خلال الفترة الأخيرة، لذا استمر فى الأغلب فى سيره لينجو من السرقة، طاردته سيارة الميكروباص بشراسة، وحين دخل إلى منطقة سكنية اعتقد أنها منطقة آمنة، لن يكون فيها وحده، أوقف سيارته ونزل منها، وهنا انهالت عليه الرصاصات التى اخترقت جنبه ورأسه لتروى دماؤه ثرى الأرض الطيبة.
نعم بدم بارد قتلوه، لم يسألوه عن رخص سيارته، ولا عن بطاقة هويته، كان القرار بإعدامه فوريا وتم التنفيذ، اتصل مجهول بوالدته، وأبلغها أن سامر قد أصابه تعب مفاجىء وهو الآن فى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر، هرولت والدته إلى المستشفى، لتجد ابنها جثة هامدة غارقة فى دمائها.
وعلى الفور وحتى تضيع الحقيقة، أصبح سامر متهما بحيازة فرد سلاح روسى، وحيازة ذخيرة ،وحيازة مخدرات، وحتى يكتمل التلفيق ظهر شاهد زور، ادعوا أنه صديق سامر، وكان يجلس بجواره أثناء قيادته للسيارة، وشهد على سامر أنه أطلق الرصاص على الشرطة، وهو يحاول الهرب منها.
والعجيب أن يد سامر اليسرى شبه مشلولة بعد إصابته بكسر مضاعف فيها استوجب إجراء عملية جراحية، قام فيها بتركيب عدد كبير من الشرائح والمسامير، لتثبيت عظام ذراعه، فكيف يقوم بقيادة السيارة وإطلاق النار بهذه اليد المشلولة؟
وبمعاينة سيارة سامر بمعرفة النيابة، تأكد أن إطارات السيارة سليمة تماما وأن الباب الأمامى الذى يجاور سامر سليم تماما، وأن مقاعد السيارة من الداخل بلا نقطة دم واحدة، مما يؤكد أنه تم قتله خارج السيارة.
وحين ذهبت والدته إلى قسم الشرطة، أكدت أن رئيس المباحث قد ساومها على دم سامر، وقال لها: الإعلام لن ينفعك والفضائيات لن تنفعك، إحنا هنصلح لك العربية على حسابنا، واعتبرى الضابط اللى أطلق الرصاص على سامر ابنك، وبلاش تضيعى مستقبله..!!
كأن روح سامر قيمتها مجرد إصلاح سيارة فقط، وكأن دم المصريين رخيص إلى هذا الحد، وكأن قلب الأم المكلومة، سيفرط فى دم ابنها بهذه السهولة.
انشغل الإعلام عن دم سامر بملف الانتخابات ومعاركها، لم تتفاعل أى وسيلة إعلامية مع قضية سامر حتى الآن– وكأن جريمة بهذه البشاعة مجرد حادث عابر – باستثناء الإعلامية المحترمة دينا عبدالرحمن التى استضافت أم الشهيد التى روت مأساتها.
ومازالت أوراق القضية تنتظر تفاعل الطب الشرعى، الذى يتلكأ فى إصدار التقارير اللازمة التى طلبتها النيابة، مما يثير الشك حول مستقبل القضية التى يحاول بعضهم طى صفحتها، ليضيع دم الشهيد سامر، كما ضاعت دماء كثيرة قبله بنفس الطريقة.
أم سامر السيدة حورية، مثال للثبات والصبر والجلد، أقسمت أن تقاتل من أجل ثأر ابنها للنهاية، مهما كان الثمن، عزمت بكل يقين على ألا يضيع دم الشهيد، خذلها الإعلام، وخذلتها المنظمات الحقوقية، ولكن لن يخذلها الشباب الذين هم فى عمر سامر ابنها، وكلهم أبناؤها، إنها صرخة لأصحاب الضمير، أعاهد الله ألا أخذل حق الشهيد، وأطلب من كل الشرفاء فى هذا الوطن أن يعرفوا أن الدور غدا قد يطال أبناءهم بنفس الطريقة، رحم الله الشهداء وحيا الله ثبات الصابرين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

أفح إن صدق

أفح إن صدق

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد مـتولـى

هذه الأم شـاهدتها فى برنامج أخـر

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد محفوظ

لا حولا ولا قوة الا بالله

لن تتطهر الداخلية المصرية مدى الحياة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمدين

خالد بانجو صديق مصطفى النجار

عدد الردود 0

بواسطة:

khaled

كفاية بقى قرفتونا

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندسة مها

البلد خربت على إيديكم يا بعدا و أنت جى تشحت !

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف شفيق

مرحبا

اهلا وسهلا ومرحبا بعودة الدخلية الي الشارع

عدد الردود 0

بواسطة:

البرنس

عفوا د.طارق........ما هو المطلوب ؟!

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس/احمد

حسبنا الله ونعم الوكيل.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

عدد الردود 0

بواسطة:

اسلام

مش مصدق ولا كلمة من كلامك ............... انت عايز ايه جنازة وتشبع فيها لطم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة