فى أول مرة فى تاريخ مصر تجرى انتخابات حرة نزيهة لاختيار أعضاء مجلس الشعب، فقد كانت انتخابات عام 2010 مأساة حقيقية عاشتها مصر فى ظل نظام الرئيس المخلوع، وكان العزوف التام عن الذهاب الى صناديق الاقتراع هو السمة الغالبة على أغلب المواطنين، حيث كانت النتائج معروفة مسبقا وكانت العملية الانتخابية تدار بأحدث أساليب التزوير العالمية، أما الآن فقد خرج الشعب إلى صناديق الاقتراع لكى يقول كلمته التى ظلت محبوسة لعقود، فما رأيته خلال أيام الانتخابات من مشاهد كثيرة تعكس رغبة الشعب المصرى فى إحداث تغيير حقيقى لهذا البلد كان جديرا بالتقدير والإعجاب فقد اصطف الناس فى طوابير ربما تستغرق ساعات وساعات لكى يصل كل إلى لجنته ويدلى بشهادته فى الصندوق.
ولكنى وأنا أشاهد هذه الطوابير، تذكرت على الفور ما يقال فى وسائل الإعلام عن الإسلاميين، من أنهم سوف يفرضون الحجاب على النساء وسيحبسون النساء فى البيوت وسيمنعون الخمور والسياحة وأهم من كل ذلك أنهم سيمنعون "البكينى" الذى هو من أساسيات حياتنا اليومية تماما مثل رغيف العيش.
فدفعنى هذا كله إلى محاولة معرفة مدى تأثير وسائل الإعلام على الناخب وعلى العملية الانتخابية، بحيث هل تقود وتدفع المواطنين إلى التصويت إلى مرشح ذى توجه معين ولو كان غير كفء بحجة أن منافسه إسلامى، فدفعنى فضولى إلى توجيه بعض الأسئلة إلى السيدات، واخترت السيدات بالتحديد لأن أكثر ما قيل فى وسائل الإعلام يمسهن بشكل مباشر عن الرجال، واخترت ثلاث من طبقات مختلفات وسألت كل واحدة منهن هذا السؤال، ما رأيك فى الإسلاميين؟.
فكانت الحالة الأولى كالتالى، سيدة كبيرة فى السن فقيرة محجبة تعمل "خادمة" فردت على سريعا وقالت: إننى أريد أن أنتخب الإسلاميين ولكنى أخشى شيئا واحدا، قلت لها ما هو؟ قالت إننى علمت أنهم سوف يحبسون النساء فى البيوت ولن أذهب للعمل وأنا امرأة كبيرة فى السن أعمل وأنفق على أولادى فماذا أفعل؟ قلت لها من أين علمتى بهذا الكلام، قالت: من وسائل الإعلام لكنى بداخلى أحب أن انتخب الإسلاميين وسأنتخبهم على الرغم من كل ما يقال.
الحالة الثانية، كانت لسيدة ليست محجبة فى متوسط العمر "صاحبة شركة" وعلى درجة عالية من الثقافة، فسألتها السؤال فقالت: إنها لن تنتخب الإسلاميين بالطبع، قلت لها لماذا؟ قالت: إنهم سوف يفرضون الحجاب على النساء وسيحبسون النساء فى البيوت، وأنا عندى ملابس كثيرة لا تصلح للحجاب، وكذلك لا أريد أن أترك عملى، لكن إذا ما نجحوا فى الانتخابات رغما عنى، فسأطلب منهم طلبا واحدا، سألتها ما هو؟ قالت: أن يشتروا لى ملابس أخرى تتفق مع الحجاب الشرعى ويعطونى الأموال التى أحتاجها، فأنا أصلا لا أرغب فى العمل، قلت لها من أين علمتى بهذا الكلام؟ قالت من وسائل الإعلام!.
الحالة الثالثة، كانت لإحدى زميلات صديقى فى العمل، فهى "موظفة" فسألها نفس السؤال، فقالت: علمت أن أحد المرشحين الإسلاميين بدائرتى رجل كفء على درجة علمية عالية وكنت سأذهب لأعطيه صوتى، ولكن زوجى علم بهذا الأمر فقال لى هل تعلمين أنكِ إذا انتخبتِ هذا الرجل سيمنعك من ارتداء هذا البنطلون الذى تحبينه؟ فقلت له هو سيفعل ذلك! قال لها نعم، قالت له من أين علمت بهذا الأمر قال لها من وسائل الإعلام! فمنعنى ذلك من أن أعطيه صوتى.
إذا فالحالات التى ذكرتها هى أمثلة بسيطة تدل على التأثير الواضح الذى قد تصنعه وسائل الإعلام فى العملية الانتخابية، فدور وسائل الإعلام فى تشكيل وعى الناخب أو تزييفه، أمر قد يعبر عن مصالح معينة لا تعكس رغبات الناس وميولهم ولا تصور الحقيقة بحال وهو تطور لا يمنع كوننا نعيش فى ظل الديمقراطية إلى أن ننتبه إلى هذا التأثير الموجه، حيث إننى لم أسمع أى تصريح من الإسلاميين يفيد بأنهم مقدمون على أن يطبقوا ما تصرح به وسائل الإعلام أو أنهم سيمنعون البنطلون التى كانت ترغب به إحداهن، لكن برغم من كل ذلك لم يكن التأثير على نتيجة الإسلاميين بالحجم المتوقع ولكنها بالقطع أثرت على بعضهم بالسلب .
محمد حسين همام يكتب: وسائل الإعلام والإسلاميون والبنطلون
السبت، 17 ديسمبر 2011 08:41 م
طابور انتخابى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
ويمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين
الا يعلم هؤلاء الشرذمة ان الله ناصر دينه
عدد الردود 0
بواسطة:
هبه محمد
ملحوظات
عدد الردود 0
بواسطة:
كامل السيد خبير التأمينات الاجتماعيه
مالذى تغير حتى تتغير مواقف أمريكا والأحزاب الاسلامية ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
]Dalia
المضاد الحيوى أم السم
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed masrii
good report
yes it is correct ,good
عدد الردود 0
بواسطة:
abdulah alghayor
مقال جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
المهندس
انها ثوره اخرى
عدد الردود 0
بواسطة:
على جمعة
كوكب ثانى !!!