خالد بركات

متطرفو الليبرالية.. أكثر تشددًا من الغرب

السبت، 17 ديسمبر 2011 09:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا نزال فى دوامة قبول الإسلاميين أم لا- تحديدًا بعد نتائج الجولة الثانية - وهل يعبر مجلس الشعب القادم عن الشعب المصرى أم أن الشعب قام بالانتخاب تحت تأثير التنويم المغناطيسى للإخوان المسلمين والسلفيين وهل من حق من فاز تكوين الحكومة القادمة أم أنه غير مؤهل على الرغم من نجاحه الساحق!!! لا تزال هذه التساؤلات هى المسيطرة على الساحة السياسية فى مصر وقبل أن تعلن حتى نتائج المرحلة الثانية رسميًا –رغما من إدراكنا جميعا لنتائجها مبدئيا- ولا أستطيع أن أمنع نفسى من ربط ما يحدث حاليا فى أحداث الاعتصام أمام مجلس الوزراء بعيدًا عن نتائج الانتخابات وفوز الإسلاميين فيها وما حدث فى التحرير قبل الانتخابات خوفاً من فوز الإسلاميين أيضا فيها والذى أثار انتباهى بشدة خلال متابعاتى للصحافة الغربية، أننا وأقصد هنا من يعارض التوجهات الإسلامية للحكومة القادمة أصبحنا أكثر تشدداً من الغرب أنفسهم.

ففى الصفحة الرئيسية لـ"سى إن إن" الأسبوع الماضى كتب مايك بيرسون تقريراً تحت عنوان" نجاح الإسلاميين فى مصر يثير تساؤلات فى الغرب" وذكر التقرير" أن الغرب مندهش من النجاح الباهر الذى حققه الإسلاميون فى الانتخابات الأخيرة فى بلدان الربيع العربى، وبشكل عام فإن الغرب يؤيد ثورات الربيع العربى التى أطاحت بالطغاة وجلبت الديمقراطية إلى المنطقة إلا أن صعود الحركات الإسلامية الراديكالية فى المنطقة يقلق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.

وأشار التقرير إلى أن هذا القلق ظهر بوضوح فى التصريح الأخير لهيلارى كلينتون، عندما دعت الأحزاب الإسلامية إلى "تبنى المعايير والقواعد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان" وذلك فى كلمتها أمام منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا.

وأضافت كلينتون "أننا نتوقع من جميع الجهات والمسئولين المنتخبين ديمقراطياً الدفاع عن حقوق الإنسان العالمية، بما فى ذلك حقوق المرأة، والسماح للممارسات الدينية الحرة، لتعزيز التسامح والعلاقات الطيبة بين المجتمعات من مختلف الأديان، ودعم علاقات سلمية مع جيرانهم "واستعرض التقرير أراء بعض المحللين منهم مارينا أوتاواى، محلل شؤون الشرق الأوسط فى مؤسسة كارنيجى للسلام منها: أن الأداء القوى للأحزاب الإسلامية فى الانتخابات البرلمانية الأولى منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك، حليف للولايات المتحدة منذ فترة طويلة، يمكن أن يشعل التوتر فى المنطقة ويؤدى إلى تعقيد العلاقات الرئيسية، وتقول مارينا "لا أعتقد أن أى حكومة غربية غير راضية عن نتيجة الانتخابات" وتشير إلى أن الإخوان المسلمين قد تعهدوا باحترام حقوق الأقليات والعمل مع الأحزاب الليبرالية، إلا أن هناك مزيد من القلق من حزب النور (حزب السلف) الذى يدعم التوسع فى تطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر.
وتطرح مارينا سؤالا مهماً كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع نتائج غير متوقعة فى كثير من الأحيان تأتى من باب الديمقراطية وتشير إلى الصيغة القديمة قد لا تنفع واذا أرادت الولايات المتحدة أن تكون فى وضع يسمح لها بالتأثير فإن ذلك سيعتمد على مدى مصداقيتها ودعمها لعمليات التغيير.

ستيفن هايدمان، مستشار لمبادرات الشرق الأوسط لمعهد الولايات المتحدة للسلام، وهى إدارة بحثية فكرية مستقلة تم إنشاؤها وتمويلها من قبل الكونجرس الأميركى يرى الصيغة التى اعتمدها الرئيس باراك أوباما فى مايو الماضى تعد مقبولة حيث تظهر "أن أميركا تثمن كرامة بائع متجول فى تونس أكثر من القوة الغاشمة للديكتاتور"، وكذلك دعا أوباما إلى الانتقال إلى حكومة مدنية "تستجيب للتطلعات المشروعة للشعب المصرى، فى أقرب وقت ممكن" وذلك عندما اندلعت الاحتجاجات مجددًا فى ميدان التحرير فى القاهرة بسبب مخاوف من أن الجيش المصرى يحاول التشبث بالسلطة، وأضاف أنه ينبغى على الولايات المتحدة التراجع عن دعم المجلس العسكرى لإرساء الديمقراطية فى المنطقة، وأنها سوف تفقد مصداقيتها لدى الشعب المصرى إذا استمرت فى ذلك.

كما أشار هايدمان إلى أن الطريقة الوحيدة التى يمكن بها لهذه الأحزاب الاحتفاظ بشعبيتها هو بقاؤها فى السلطة بشكل فعال ويشير تاريخ بلدان مثل أندونيسيا وباكستان أن العناصر الأكثر راديكالية تفتقد جاذبيتها الشعبية مع مرور الوقت، لأن جزءاً من جاذبيتها كان مرتبط بشكل باطنى بمعارضة الدكتاتوريات وعندما تذهب الدكتاتوريات، تتضاءل جاذبيتها".

والشاهد هنا أن الغرب الذى أشبعنا حديثا عن الديمقراطية يتقبل اختيار الشعوب العربية على الرغم من تخوفه من التيارات الإسلامية وعلى الرغم من الضرر المباشر الذى يلحق بمصالحهم نتيجة وصول الإسلاميين للحكم إلا أنهم أجمعوا على قبول ما ستفرز عنه التجربة المصرية الديمقراطية فى حين لا يزال الأوصياء على الشعب المصرى من التوجهات الفكرية المضادة للفكر الإسلامى يضعون تصورات استباقية ساذجة فى محاولة منهم لحشد المواطنين ضد التيارات الإسلامية وكأن الشغل الشاغل لشعب نصفه تحت خط الفقر هو حسم قضية البكينى!





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن عاشور

فتح الله عليك

ناديت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق

زي العسل

انت كلامك زي العسل

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

؟

عدد الردود 0

بواسطة:

د.تامر رضوان

تحياتى للكاتب

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed saber

الله ينور عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

بيسوو

كتبت ..فاوجزت..مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد

مقال رائع

مجال جاد ومتميز ورائع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

كاتب و مقال

عدد الردود 0

بواسطة:

khaled

مقال في الصميم

راااااائع

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد

مقال متميز

كلام عاقل وفي وقته

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة