تحتفل الأوساط الفنية والإعلامية هذه الأيام بذكرى ميلاد الشاعر الراحل كامل الشناوى، ملك القصيدة المغناة، الذى كان قدرا عليه أن يعشق المرأة الخطأ، يجرى وراء الحب الخطأ، كان قدرا عليه أن يصيب فى فكره ورأيه وفلسفته ويخطئ فى الحب ليجنى ثماره من العذاب واللوعة والحرمان، ولعل قصائده العاطفية التى أثرى بها الأغنية العربية دليل قاطع على نبرات حزنه ونوبات يأسه التى انتابته عقب خسارته على طاولة الحب.
إن المتأمل فى قصائد الشاعر العاشق يجدها سيناريوهات غرامية يرسم من خلالها قصة حب ربما اكتملت وربما باءت بالفشل، كرائعته "لا تكذبى" وقصيدة "حبيبها" و"لست قلبى" و"لا وعينيك"، واستطاع أن يرصد فى تلك القصائد حالته النفسية وانفعالاته العاطفية ودموعه التى أهدرها على رمال الحب المحرقة.
وكتب الشاعر الكبير العديد من الرسائل الغرامية للمطربة المشهورة التى أحبها وجعل منها ملكة رغم أنها لم تكن تشعر به، ومن آخر الرسائل التى وجهها لها تلك الرسالة التى قال فيها:
"لقد كنت تؤكدين لى أننى لست واحداً فى حياتك لكنى الواحد الوحيد الذى تعرفينه، كاذبة أنت قدر ما تريدى أن تكونى صادقة رجالك كلهم سواء، هم لا يشتهون فيك إلا الجسد المرئى الفانى، يأخذون فى ليل محموم منك الرحيق ثم يلقون بقلبك وحيدة فى عتمة الطريق، إننى حزين عليك ألهذا الحد أنت صيد سهل، قولى لى كيف تحمل ملامحك الوقورة شهواتك المؤرقة، أعزى نفسى بأن ما بيننا يعزف على وتر داخلك وتر لم يمسه أى من رجالك.
تعففى أرجوكى، تعففى أرجوكى فأنا لا أحتمل فكرة أننى عشقت المرأة الخطأ، أعطيت المرأة الخطأ، كتبت عن المرأة الخطأ. وإن سامحنى العشق والعطاء كيف أبرئ نفسى أمام الكلمة، إلا الكلمة أتورط أنا ولا تتورط هى، أنا أتضاءل ولها الشموخ، تعففى أرجوكى لأكسب رهانى على نفسى وعلى كلمتى لا رهانى عليك.
أشعر أننى لم أولد إلا لأكون طعاماً لنيران غدرك المقدسة أو لأكون رماداً تحمله رياحك العاتية المجنونة، وداعاً يا حبيبتى ذات يوم، وعدو لى كل يوم".