صدرت مؤخرا عن الهيئة العامة للكتاب المجموعة القصصية "حفر فى الباطن" للكاتب أحمد محمد عبده، تضم ثلاثة محاور أو أنسجة كما أطلق عليها الكاتب، كل نسيج يشكل متوالية قصصية فى ذاته، وكما يقول الدكتور مدحت الجيار: جاء النسيج الأول مبنيا على التحليل النفسى للشخصية المهمشة، والبعد الاجتماعى الممزوج بالسياسى، ويضم قصص: اللغة العالية، أباباه.. أباه..باه، قراءة فى تهويمات المبخرة، الفواصل، رقصة تنفيض الوجع.
ثم يأتى النسيج الثانى ليتناول المقدس والقومى والسياسى، فينأى الكاتب بنفسه وبحرفية عن محاذير المقدس وخطابية السياسى فى قصص: الله لا يصنع التماثيل، حفر فى الباطن، الخروج من التيه، ماذا يريد زربعة، من يفك شفرة حنا، خريطة للحزن والرياح، تداعيات، النبى.
أما النسيج الثالث فقد اعتمد فيه الكاتب على نهج الانتصار للمقاومة والرفض والنبوءة فى قصص: لماذا لم يبتلعنى الحوت، كسوف، نوبة صحيان.
تجمع هذه المتواليات السردية عدة خصائص كما يقول الدكتور صابر عبد الدايم، منها المفارقة والرؤية الإدانية وجلد الذات، فى مقابل صناعة الدكتاتور، ورصد حركة المجتمع اجتماعيا وسياسيا، وإرسال شفرات تراثية تجسد الواقع، والسخرية المتناثرة وراء السطور، من حالة الهوان العربى التى طالت مع إرسال الكثير من الإشارات التى ربما جاءت بشارة بما حدث من انتفاضة عربية شاملة، والسرد الأسطورى الذى جسد مشاهد الصراع العربى الصهيونى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة