دعا عدد من الخبراء المهتمين بتراث "الصقارة" إلى إعادة اكتشاف المخطوطات المعنية بها وغير المستغلة، والتى تعد أرشيفاً وثائقيًا فريدًا من نوعه فى الشرق الأوسط، والعمل على الاستفادة من هذا التاريخ الكبير، مؤكدين أن اعتراف منظمة "اليونسكو" بالصقارة ضمن قائمة التراث الثقافى غير المادى للبشرية، لا يقف عند هذا الحد، بل يحمّل المنشغلين بهذا الملف عبئًا كبيرًا ومتطلبات للاستمرار فى صون هذا التراث.
جاء ذلك ضمن محاور الجلسة الثانية من جلسات منتدى تراث الصيد بالصقور، والتى بدأها "أس كنت كارنى" المدير المؤسس والأمين (الفخرى) لأرشيفات الصقارة، بورقة عن الدروس المستقاة من الجهود الأمريكية على مدى ربع قرن، فى هذا الصدد، قال فيها إن الاعتراف بالصقارة فى 2010 باعتبارها تراثًا ثقافيًا معنويًا على مستوى العالم يسلط الضوء على كل من الحاجة إلى الحفاظ على الجزء المعنوى من هذا التراث وضرورة الحفاظ على التاريخ، ويحمل اعتراف اليونسكو فى طياته متطلبات للاستمرار فى صون هذا التراث، بحيث يمكن استخدامها من أجل تحسين الجهود المحلية فى مجال المحفوظات، موضحًا أنه خلال السنوات الخمسة والعشرين الماضية، لعبت "أرشيفات الصقارة"، كأحد برامج صندوق الشاهين فى الولايات المتحدة، دورًا متفردًا وفاعلاً فى جمع وحفظ الأدلة المادية حول تاريخنا.
وقدم "باتريك بيلات" و"كاترينتساغاراكيس-أوستروفسكى" ورقة عمل بعنوان "إنشاء أرشيف الصقارة فى الشرق الأوسط "تراث فريد من الوثائق"، أكد فيها أنه لا تزال ثروة الشرق الأوسط من المخطوطات المعنية بالصقارة غير مستغلة إلى حد كبير.
وأن هناك الكثير بحاجة إلى إعادة استكشاف، مشيدًا بقرار هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث، بإنشاء أرشيف محفوظات وثائقية للصقارة فى الشرق الأوسط، يجمع النسخ الأصلية عن كل المخطوطات المكتوبة باللغة العربية حولها لتصبح هذه المخطوطات مراجع علمية متاحة للمهتمين بالصقارة، مشيرًا إلى سبع عشرة مخطوطة مرتبطة بأعمال الغطريف الغسانى، والتى تمثل أقدم رسالة باقية حول الصقارة باللغة العربية وكُتبت فى القرن الثامن الميلادى.
وأضاف أن المصدر الأهم للأعمال اللاحقة، مع الكثير من رسائل الصقارة بالعربية التى خطها مؤلفوها فى القرون التالية واحتوت على إشارات مرجعية لرسالة الغسانى، مثل "الجمهرة فيالبيزرة" للأسدى و"كتاب المساعيد والمطاريد" لكشاجم و"أنس الملابوحش الفلا" لابن منكلى. كما أثرت بشكل كبير فى الرسائل الأوروبية عبر ترجمتها إلى اللاتينية (جنبًا إلى جنب مع "كتاب المتوكلى"، وهو رسالة تعود للقرن التاسع) وهى معروفة باسم "مؤمن"، وقد اعتمدها فى 1240م الإمبراطور فريدريك الثانى وانتشرت بسرعة فى أنحاء أوروبا، وحتى الآن، تمت إعادة إنتاج أربع مخطوطات من دار الكتب الوطنية الفرنسية.
وقدم "جاك فان غيرفن" ورقة عمل بعنوان حول "اصطياد الصقور والاتجار بها فى القرن السابع عشر" أوضح فيها أنه على مدى قرون مضت، كانت هولندا مركز الصقارة فى أوروبا، وتحديدًا فى قرية فولكنزوارد، ففى القرنين السابع عشر والثامن عشر، أصبحت الصقارة الهواية الرائجة لدى الملوك والنبلاء، ومورست الصقارة فى كل أسرة ملكية، مع أفضلية للصقارين المتحدرين من فولكنزوارد، أما الأسر الملكية الأوروبية التى لم تنخرط فى الصقارة، فهى غير مهتمة بدوائر المجتمع الراقى، وكانت ثمرة توجه الأسر الملكية إلى الشغف بالصقارة زيادة كبيرة فى الطلب على صقور الشاهين.
موضوعات متعلقة
الأمريكى "فوستر": مهرجان "الصقور" فرصة لنبذ الفرقة بين شعوب العالم
سفيرة هنغاريا بـ"اليونسكو": واجهوا التمدن والهجرة بالحفاظ على التراث
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة