د. صفوت حسين يكتب: المجلس الاستشارى... ودور المحلل

بالأمس القريب خرج علينا اللواء شاهين ليعلن أنه ليس من حق الأغلبية تشكيل الحكومة، ولا سحب الثقة منها، ثم تلاه اللواء مختار الملا بأن مجلس الشعب القادم لا يمثل الشعب المصري، وأنه لابد من موافقة المجلس الاستشارى والحكومة على اللجنة التأسيسية التى ستضع الدستور.

هناك سؤال يطرح نفسه، ما الفائدة إذن من هذه الانتخابات المرهقة التى ستمتد على مدى ستة أشهر، إذا كان هذا المجلس ومعه الشورى مثل
خيال المآته لابيهش ولابينش؟ ولماذا هذا الكم من الأموال المهدرة والجدل الطويل الذى لم ينته حتى الآن، بالرغم مع دوران العملية الانتخابية حول الانتخابات أولا أمام الدستور أولا؟

ولماذا كانت الانتخابات من الأصل إذا كان المجلس العسكرى على قناعة بأن الشعب المصرى مازال يحبو وغير قادر على الاختيار الصحيح؟ ولماذا كانت حالة النشوة والسرور التى انتابت أعضاء المجلس العسكرى يوم الانتخابات، وتصريحاتهم التى لم تنقطع طوال اليوم، حول عظمة الشعب المصرى الذى خرج بكل هذه الحشود التى لم تشهدها مصر فى تاريخها للمشاركة فى العملية الديمقراطية؟

على المجلس العسكرى أن يدرك أن سياسة اللف والدوران والمراوغة والملاوعة
لن تجدى نفعاً، وأن سياسة بالونات الاختبار وإطلاق التصريحات وقياس ردود الأفعال وتوجيه رسائل من خلالها إلى جهات معينة غير مجدية، وأن ما فشل فيه يحيى الجمل والسلمى لن ينجح فيه المجلس الاستشارى الذى يحتوى على بعض الشخصيات التى لها كل الاحترام والتقدير والتى أعتقد أنها لن تقبل أن
تلعب دور المحلل للمجلس العسكرى.

إن تصريحات اللواء شاهين الذى حاول من خلالها امتصاص الغضب من جراء تصريحات الملا، والتأكيد على حق مجلس الشعب فى اختيار اللجنة التأسيسية غير كافية لبث الاطمئنان من موقف المجلس العسكرى بخصوص الالتزام بالتعديلات الدستورية، خاصة أن المجلس العسكرى لم يصدر بياناً، كما ذكر، يوضح أن آراء اللواء الملا هى آراء شخصية، ولا تعبر عن رأى المجلس.