محمد سامى الشاهد يكتب: فروق صارخة

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011 10:02 م
محمد سامى الشاهد يكتب: فروق صارخة حزب الحرية والعدالة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل يوم يمر يكسب حزب الحرية والعدالة – الإخوان المسلمون، وحزب النور- التيار السلفى، مزيدًا من الرصيد الجماهيرى والشعبى على حساب مجموعات الشباب، المكونة لائتلافات الثورة.

على الأرض، نرى الحزبين يحققان مزيدًا من المكاسب، خاصة على الساحتين الإعلامية، والسياسية، فى حين يزداد تمترس مجموعات الشباب خلف خطوطها الأخيرة فى ميدان التحرير، أو أمام مجلس الوزراء، متشبثين بشرعيتهم الثورية، ورافعين قمصان الشهداء، فيما يشبه الانسحاب إلى المواقع الدفاعية، واستصراخ العون من الشعب الذى كان حليفهم بالأمس فى كافة المواقع التى خاضوها من أجل الثورة. فإذا ما ندر المستَصرَخون، أو انعدموا أصبحوا مزايدين أو متنازلين عن الثورة من أجل تحقيق مكاسب انتخابية.

اليوم ترى شباب الميدان، فيما هم عليه منذ زمن، لا يقدمون جديدًا لا على مستوى الخطاب السياسى، ولا على مستوى العمل الجماهيرى، مستهلكين تمامًا فى "تأمين الميدان" و"حماية" الثورة، وفى الظهور الدفاعى فى البرامج الحوارية، مدفعون فى ذلك بمجموعات أخرى من الذين وضعتهم صناديق الانتخابات فى موقف أقل ما يوصف به أنه محرج.

فيما يستمر انفضاض الناس من حولهم، لا لتغيير القناعات، وإنما استجابة لضروريات ملحة وحقائق تمشى على الأرض جميعها فى صلب مطالب الثورة: الحرية والعدالة الاجتماعية.
فى حين يجتهد الإخوان، ومعهم السلفيون بالطبع، فى استثمار انتصاراتهم المتتالية وبعدة أشكال: حملة لتنظيف الإسكندرية من مخلفات الدعاية الانتخابية، حملة لشكر الناخبين فى دمياط، لقاءات تحشد فيها كل الطاقات والخبرات لترسيخ انتصارات المرحلة الأولى فى المرحلتين المقبلتين، وغير ذلك من حراك يزيدهم قربًا من الشارع وهمومه، ويمكنهم من استثمار ما سبق من انتصارات، تضاف إلى رصيدهم الآخذ فى التصاعد، تمهيدًا واستعدادًا لأى مواقع حقيقية مقبلة قد يضطر قطبى التيار الإسلامى لخوضها مع المجلس العسكرى، ومن ربما يجد نفسه معه فى نفس الفسطاط، بعد أن كان فى فسطاط آخر، وسبحان مغير الأحوال.

نشاط حزب العدالة والتنمية، وحزب النور السلفى، وما تم تحقيقه فى المرحلة الأولى من الانتخابات يمكن وصفه بالإيجابية الثورية، التى استفادت من أنصاف الفرص التى أتاحتها إدارة العسكر، فى حين فشل شباب الثورة فشلاً سياسيًا ذريعًا فى التعامل مع هذا الموقف، أصروا على الحصول على فرصة كاملة غير منقوصة، وحتى إذا مُنحوا هذه الفرصة الكاملة التى لا يريدون التنازل عنها، فأحسبهم لن يحققوا الكثير إذا استمروا فى الاعتماد على الشرعية الثورية. فتلك الشرعية يجب أن تقترن بالعمل الجماهيرى، فهو منبعها، وإليه تعود.

والشعور الذى ينتاب المواطن المصرى الآن، هو خليط من الشفقة والخوف على هؤلا الثوار الذين منهم من ضحى بالكثير، وقدر من الواقعية السياسية التى يخاطبها مباشرة حزبى العدالة والنور بما لهم من أدوات، وما لديهم من أرصدة كبيرة فى وجدان المصرين. ويكاد المرء يقول أما من سبيل بين لتجاوز هذه الفروق الصارخة ـ أما من سبيل يعيد وحدة الأيام الأولى للثورة، وينطلق بها إلى الأمام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة