د. هانى أبو الفتوح يكتب: هل تنام القاهرة قريرة العين؟

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011 02:37 ص
 د. هانى أبو الفتوح يكتب: هل تنام القاهرة قريرة العين؟  القاهرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لظروف خاصة تأخرت عن مغادرتى القاهرة لعدة أيام وسرت فى شوارعها خلال 48 ساعة الماضية لألحظ أى تغيير يطرأ على الشارع بعد إعلان تشكيل الحكومة الجديدة فكما يقول المثل العامى (الغربال الجديد له شدة) فأردت أن أرى بعينى رأسى تلك الشدة وأثرها فى الناس والنفوس، وما خاب ظنى فقد ظهر التواجد الأمنى فى الشارع بكثافة أفضل كثيراً مما سبق وظهرت الكمائن العديدة فى الشوارع وشرطة المرافق، ولقد زاد التواجد اليوم عن الأمس فظهرت السعادة على الوجوه والترحيب بهذا التواجد الكثيف، تجده أينما ذهبت اللهم إلا من المستفيدين من إحداث الفوضى والفراغ الأمنى فالكل يريد أمناً غاب طويلا والكل يبحث عن أمان واستقرار لتعود الحياة الطبيعية كما كانت، ومن عادتى التى تكاد تكون إدماناً أن أترك سيارتى وأتحرك من خلال تاكسى العاصمة لاستكشف أراء قطاع مهم وحيوى يجوب القاهرة ليلا ونهارًا ويعانى ويتألم من كل نقص للأمن وقد التقيت وجوهاً عديدة طوال الفترة الماضية مختلفة الأعمار والثقافات وكان من الأمانة الواجبة أن أنقل وجهة نظر لم ننظر إليها كثيرا، فالحاج محمود مثلا وهو فى نهاية الخمسينيات من عمره لديه رغبة جامحة فى أن يلتقى وزير الداخلية الجديد فى نفس اليوم الذى تم فيه اختياره وحين سارعت بسؤالى لماذا وزير الداخلية تحديدا فأجاب حتى أطلب منه أشياء أراها أساسية وأطلب منه تنفيذ سياسة ضرورية للسيطرة السريعة على الأمن وضرب أمثلة عدة منها على سبيل المثال تعميم قانون بأن كل من كان لديه عدة سوابق حسب نوعها ومدتها سيتم محاسبته بقانون خاص بمجرد تكرار أى سابقة أخرى منها السجن المؤبد وكذلك تنفيذ الأحكام العلنية السريعة فى من يقوم بترويع الآمنين من سفك للأرواح واعتداء على الحرمات فالعدالة البطيئة آفة تقتل كل أمل فى النفوس ولا تكبح جماح جامح ومنها كذلك منع الشباب أقل من 30 سنة من استخدام أو ترخيص ركوب الموتوسيكل حتى لا يكون ذلك أداة سهلة لتنفيذ العديد من الجرائم منها خطف حقائب السيدات واللعب على الطريق والتسبب فى العديد من الحوادث، كثير من الطلبات تمناها الحاج محمود، أما سامح الشاب ذو الثلاثين عاما فقد كره رقم مليونية وكره حروف المليون حتى لو كانت مالا وأقسم أن المليونيات قد قسمت ظهره وأعاقته عن تسديد أقساط السيارة التى يقودها وجعلته يعود إلى بيته من الثامنة مساء خوفا على نفسه وسيارته، وهذا سمير رجل فى الأربعينيات يقسم بالله أنه قد أخذته الرحمة والرأفة بشاب يبدو عليه التعب استوقفه وطلب منه توصيله إلى منطقة ما بمحافظة الجيزة لكنه لايملك أى مالٍ لسداد قيمة التوصيل المطلوبة وحين وافق الرجل أن يفعل ذلك بدافع الشهامة والمروءة وجد الرجل يطلب الركوب فى نفس اتجاه ذهابه إلى منزله وحين ركب بجواره وهو فى طريق الأوتوستراد فؤجىء به يشهر فى رقبته سلاحا ويطلب منه كل مالديه من مال وأخذ أيضا هاتفه النقال، أما عادل الشاب الذى يعمل فى الصباح مهندساً بشركة طيران عربية ويعمل مساء على التاكسى لزيادة دخله بعد تخفيض راتبه فقد دخل معى فى حوار سياسى حول رئيس مصر القادم وحين سألته من تختار إذان أجابنى أصدقك القول قلت نعم بكل تأكيد قال رئيس مصر القادم لم يظهر بعد وتكررت نفس الإجابة من العديدين ممن ركبت معهم وكل حسب عمره فقد التقيت شخصاً مسناً يرشح الأستاذ عمرو موسى باعتقاده أنه رجل دولة والتقيت من يرشح أيا من الدكتور البرادعى أو الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح بدعوى أنهم أكثر إلماما بما تحتاجه مصر والعجيب هو التناقض الكبير بين فكر الاثنين لكنها وجهة نظره، وآخر أكد يقينه التام بأن المجلس العسكرى لن يسلم السلطة طواعية لرجل ليس عسكرى وسيدعم ترشيح الفريق أحمد شفيق، ولكن عشرات الإجابات أجمعت على أن مصر تحتاج لرئيس عادل وقوى وأصغر سناً من كل المترشحين.

هذه أراء فئة محدودة جداً ولأعداد بسيطة رأيت معها كل ألوان الطيف ورأيت فيها أن الناس بين الأحلام والأمنيات، ورأيت القاهرة تترقب ومصر تتنتظر وتحلم والساحة مكتظة والمطالب كثيرة والأحلام واقعية منطقية وقدر الله نافذ لامحالة وما أسرع الأيام فهل تحمل الأيام القادمة وجوها جديدة تظهر على الساحة تأتى من بعيد لتتصدر المشهد أم أن مصر اكتفت بما أنجبت حتى الآن وألقت حملها لشعبها وقال تلك بضاعتكم فأتونى بما ترونه الأصلح فلا جديد لكم عندى ولكن أملى الوحيد أن تعينونى فقد طال انتظارى للفجر، ومن حقى وحق القاهرة أن تنام أخيرا قريرة العين فهل تنام؟.






مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

د صفاء الليثي

اتمنى اكون اول تعليق

عدد الردود 0

بواسطة:

عبداللطيف أحمد فؤاد

صباح الوطنية يا دكتور

سافر واطمن مفيش فايدة فى الشعب المصرى

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام رافت

مقالة رائعة في وقتها كعادتك دايما

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدي يوسف

شكرا للداخليه

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

الأمل القادم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سالم

الطبيب والاديب الكريم والحكيم ..د/ هانى ابو الفتوح

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح لطف الله

الطائر سيعاود التحليق في سماء مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام كرم الطوخى

جزاك الله كل خير

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام رافت

مقالة رائعة في وقتها كعادتك دايما

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين علي

الأمن قبل الانتخابات والرئاسة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة