أحمد ماهر

حاسس بالتغيير؟

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011 10:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل ذهبت لمصلحة حكومية مؤخرا؟ ربما لاستخراج رخصة قيادة أو لتوقيع بعض الموافقات على المعاش، ربما لاستخراج فيش جنائى من أجل الحصول على وظيفة جديدة، هل سعيت لتوقيع بعض الموافقات للحصول على قرض لإنشاء مشروع صغير يعينك على متاعب الحياة؟، هل تسعى للحصول على تخفيض فى مصروفات الدراسة وتحتاج لمئات التوقيعات والموافقات؟، هل تسعى لتجديد رخصة سيارتك وتم إجبارك على دفع الشاى حتى لا تقضى أسبوعا فى الفحص؟، هل تقابل يوميا من يسعى لتعطيلك أو من يسعى للحصول على رشوة أو شاى أو حلاوة أو اصطباحة. أيا كان اسمها؟ حاسس بالتغيير؟

التغيير الحقيقى أن يتم تغيير تلك القواعد واللوائح والقوانين التى تزيد معاناتنا اليومية، التغيير الحقيقى الذى كان من المفترض أن يحدث، كنتيجة للثورة أن تبدأ مشروعات قومية فى الصحة والتعليم والإسكان والتخطيط والإصلاح السياسى والتشريعى وكل المجالات.
هل حدث ذلك؟

بالتأكيد لم يحدث، ولكن من المسؤول عن ذلك؟ الإجابة التى نسمعها من المجلس العسكرى والحكومة السابقة والحالية، ونسمعها أيضا من أتباع مبارك وكل من يحاول الحفاظ على النظام الفاسد القديم.

فهناك من يحاول الإيحاء بأن الثورة هى المشكلة وأن الحفاظ على النظام القديم بدون تغيير هو الحل، ولكن السبب الحقيقى لما يحدث من إحساسنا بعدم التغيير، هو أن النظام لم يتغير بالفعل.

هل تلاحظ أنه الآن وبعد مرور ما يقرب من عام على بدء الثورة المصرية، أنه لا تغيير حقيقى حدث وأن كل مطالب الثورة لم تتحقق؟

السؤال الجديد الآن، هل الثورة وشباب الثورة هم السبب فى عدم الشعور بالتغيير؟ هل هم من بيدهم زمام الأمور الآن؟ هل هم من يرفضون تحقيق أهداف الثورة التى تحقق التغيير الحقيقى لمنظومة الحكم؟

للأسف الثورة المصرية لم تؤد إلى تغيير حقيقى، ولهذا لا يشعر المصريون بأى تغيير، وهذا بسبب أن من يتحكم فى السلطة الآن جزء من نظام مبارك، واستطاع عن طريق إبعاده لمبارك من قمة السلطة وبالترويج لفكرة أنه حامى الثورة، أن يحافظ على وجوده.

لا يزال الالتفاف على مطالب الثورة مستمرا، وها نحن نعانى جميعنا من أخطاء وتلاعب المجلس العسكرى، دخلنا الآن فى متاهة صياغة الدستور وصلاحيات مجلس الشعب، رغم أن المجلس العسكرى كانت عنده فرصة ذهبية فى فبراير الماضى، فى أحداث تغيير حقيقى.

قبل ذلك لم تكن حكومة شرف لها أى صلاحيات، وكانت فقط تنفذ تعليمات وتوصيات المجلس العسكرى، والآن تم المجىء بحكومة من التسعينيات تمثل قمة الخداع الوطنى وليس الإنقاذ الوطنى، حكومة تستمر فى الحفاظ على الوضع كما هو عليه، لا تغيير، لا جديد. للأسف لن نشعر بالتغيير فى ظل استمرار هذا المجلس وهذا النظام. ولذلك الثورة مستمرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة