أى بناء متصدع وآيل للسقوط لكى يسوى بالأرض يجب توجيه ضربات المعول لأساساته أو بتفجير أسفله، ويخبرنا أهل الصحراء أن ضربة أو صدمة سيارة لساق جمل ضخم تسقطه صريعاً، برغم أنه سمى سفينة الصحراء لتحمل سيقانه للمشى لمئات الأميال دون توقف ولصبره على الجوع والعطش، ولكى تسقط شجرة أو نخلة لابد من نشر ساقها فتخر مرتطمة بالأرض، وتلك ما يجب أن يكون عليه الحال فى مصر بعد الثورة، والذى حدث أن رأس نظام الفساد ورموزه سقطوا لغير رجعة، ولم يشعر أحد من الدهماء فى قاع المجتمع بأدنى تغيير ولا تعديل ولا تبديل، فالرشوة والمحسوبية، كما هى حيث الأدراج والأيدى السفلية والسافلة مفتوحة، والغلاء كما هو يلتهم قروش ساكنى خط الفقر، والأزمات البترولية من بنزين وسولار وبوتاجاز كما هى والتعامل السيئ فى المصالح والمكاتب الحكومية على ما هو عليه، لدرجة أننى حاولت أن أوظف ابنتى الحاصلة على ليسانس اللغة الفرنسية منذ تسع سنوات مدرسة فى إحدى الإدارات التعليمية، وفوجئت أن موجه اللغة الفرنسية يطلب منى تأشيرة من وكيل الوزارة أو المحافظ رغم حاجة مدارسه لتخصصها، ولما سألته، حتى بعد الثورة؟ رد على سؤالى بنفس سؤالى، حتى بعد الثورة، ولدينا فى محافظتى النائية، مكتب للتأمينات والمعاشات يعد من أفسد مكاتب التأمينات والمعاشات فى صعيد مصر، بل وفى مصر كلها، ولا يزال من أكثر مكاتب التأمينات فساداً حتى بعد الثورة، وكذلك الحال فى مكاتب البريد التى ألقت بالخطابات المسجلة للعاطلين والمرسلة لوزارة المالية فى الخرابات وصناديق الزبالة، حينما خدر وزير المالية الأسبق الدكتور سمير رضوان ملايين العاطلين وطلب منهم إرسال الطلبات على صندوق محدد لوزارة المالية ولم يوظف أحداً سوى الشابين الذين عينهما على الهواء مباشرة كشو إعلامى فى ديوان وزارة المالية، ولا يزال العاطلين عاطلين ولا يزالون يموتون فى ما وراء أعالى البحار بحثاً وراء فرصة عمل فى دول جنوب أوروبا، والفساد لا يزال صامداً فى كل الأمكنة القريبة من المواطن البسيط، ولكى تصل الثورة بطريقة متظاهرى ميادين التحرير من أعلى إلى أسفل سيموت ملايين من الشعب المصرى فقراً وجهلاً ومرضاً وقهراً ، فصفوف الفاسدين كثيرة فمنها الصف الأول الذى تم القضاء عليه وهناك الصف الثانى والذين هم من رجال وأتباع وتلاميذ الصف الأول وهناك الصف الثالث والذين هم رجال وأتباع وتلاميذ الصف الثانى وهم أيضاً رجال رجال وأتباع أتباع وتلاميذ تلاميذ الصف الأول ، وهكذا وسوف يستغرق الوصول للصف الثامن، وذلك حسب الدرجات الوظيفية حوالى جيل أو جيلين من الضحايا، ولكن أن يبدأ ضرب الفساد فى قاعدته سرعان ما ينهار فى بضعة شهور قليلة، ولتفتح وزارة الدكتور الجنزورى والوزارة التى ستشكل بعد الجنزورى صدورها لأنات المواطنين من الفاسدين الظلمة المباشرين لهم والمؤثرين فيهم، وتستأصل كل المتسيبين والمرتشين والمطففين والغشاشين، والذين يتفننون فى ذل وتعذيب الجماهير ومنهم من هو أشد فساداً من فاسدى الصف الأول، وستكون ثورة 25 يناير من أعظم الثورات لو أعادت الحقوق لأصحابها بأثر رجعى، بفتح تحقيقات لتكشف لما عولج هذا على نفقة الدولة؟ وذاك الفقير لماذا لم يعالج على نفقة الدولة؟ ومات ومن المتسبب فى قتله؟، ويحاكم محاكمة الصف الأول، ومن الذى سرق وظيفة عاطل وتأشيرة حج وأعطاها لغيره وكم تقاضى من الأموال الحرام، ويحاكم محاكمة الصف الأول، وقضايا الكسب غير مشروع لابد أن تعمم على كل أعضاء مجلسى الشعب والشورى الذين خربوا البلاد وأضروا العباد لثلاثين عاماً ويحاكموا محاكمة الصف الأول، وكذلك كل رؤساء المصالح الصغيرة والكبيرة وكل القطاعات الحكومية والخاصة ولابد من يحاكم محاكمة الصف الأول كل الذين نصبوا وخدعوا المواطنين، ولابد من يحاكم محاكمة الصف الأول كل الشركات الخاصة التى كانت توظف الشاب المصرى وتمنحه وظيفة على طلب استقالته منها أو على شيك على بياض لكى تستعبده وتخضعه ولابد من يحاكم محاكمة الصف الأول كل الأعضاء الفاسدين فى الجمعيات الزراعية وبنوك التنمية الزراعية والمسئولين عن الفلاحين والزراعة والذين تلاعبوا فى الأسمدة والتقاوى والقروض الزراعية والذين تسببوا فى دمار الفلاحة فى مصر، وغيرهم كثيرين وعلى رأسهم أعضاء المجالس المحلية الذين كانوا مزارع تفريخ الفساد للنظام ولو حدث هذا الاستئصال للطابور الثامن من الفاسدين فستنهار منظومة الفساد كلها بالتداعى ولن يجرؤ أحد على الإفساد ويشعر الناس بأن الثورة قد وصلت لهم فى عقر دارهم فيعملون ويبدعون، وكل ما أخشاه أن يكون هذا الطرح هو أضغاث أحلام أو عشم إبليس فى الجنة.
الجنزورى رئيس الوزراء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اى حد
الاول
هو الصف الاول اتحاكم
عدد الردود 0
بواسطة:
الجعفري المصري
صدقت يا أخي
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام غنيم - مصري صميم بالخارج
نعم الحق معك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عودة
العلاج سهل و بسيط لإصلاح البلاد