أيمن نور

أجندة الذكريات

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011 07:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لازمتنى فى سنوات السجن، على اختلاف مراتها، ومراحلها هواية جمع مقتطفات ومقولات، وأفكار، وأشجان، وأبيات من الشعر، وأحياناً عبارات وردت فى فيلم أو مسرحية، كنت أحرص على أن أسجلها فى أجندة حمراء تحمل تقويم عام 1979.

عندما دخلت السجن عام 2005، طلبت من زوجتى البحث عن هذه الأجندة فى مقتنيات الراحلة أمى، وعندما وصلتنى الأجندة فى سجنى شعرت وكأننى عثرت على كنز من الذكريات، كل ما أذكره أننى قضيت أياماً أقرأ ما سبق وأن كتبته فى مرات سجنى السابقة.. وحرصت أن أضيف كل عدة أيام ما قد يعن لى أو يستوقف انتباهى من كلمات.

خرجت من السجن، وضاعت أجندة الذكريات مرة أخرى فى زمام الحياة، اختفت بين تلال الكتب والأوراق، حتى عثرت عليها أخيراً وأنا أعيد ترتيب مكتبتى وأوراقى.
بدأت اليوم أقلب صفحات تلك الأجندة، فما أجمل أن يقرأ الإنسان صفحة من صباه وصفحات من تاريخه القريب المعفر بتراب الواقع الذى لم يطوِه تيار الزمن بعد!
أوراق الأجندة محتفظة برونقها، باستثناء غلالة صفراء تشوبها.. ورائحة القدم تفوح منها، ورائحة السجن أيضاً.

سأقتطف من بين مقتطفات الذكريات، سطوراً أعرضها عليكم:
الخلوة لنفوس المعتقلين.. وطن! وعون لنا على النفس، وعون للنفس علينا!
الناس أطفال يتناهبون دمية.. اسمها الدنيا!
فى ركن صغير اسمه الإيمان، تتخفى حقيقة كبيرة اسمها الإنسان!
غريبة فبعض الذين لا نستطيع أن نحيا بينهم لا نستطيع أن نحيا بعيداً عنهم!
النور يستهلك نفسه، ليصنع، بنزيفه للناس رؤية!

لا ندرك كم كان البقاء ساعة الميلاد رأياً صائباً إلا بعد مرور سنوات طويلة!
صراخ الميلاد - أحياناً - نبوءة! فالمخلوق الذى لم يخلق، ربما يكون أسعد المخلوقات!
الحرية هبة خطرة.. ومحاولتهم إعطائى حريتى على سبيل الهبة، ليس إلا إدراكاً منهم لهذه الخطورة.

أصدقاء زمن الرخاء.. أعداء زمن الشدة.. والمرأة النبيلة - امرأة الحلم.
الأذكياء هم من يتركون لعدوهم فرصة الإفلات.
سر الأرق فى النوم أنه من الصعب إقناع العقل بقبول ميتة صغرى قد تتحول لميتة أبدية فجأة!
فى حلمى زارتنى سيدة تدعى «هدى» قالت لى ثلاثة أشياء، وقلت لها شيئاً واحداً وهو اسمها: «هدى»!

الشمس للقمر سجن فلا وجود للأقمار إلا بزوال الشموس!
كانت السجون فى الماضى قصاصا، وصارت السجون اليوم أوطانا!
السجن ميتتنا الصغرى، والموت سجننا الأكبر أو حريتنا الكبرى!
غاية الحياة الموت.. والموت أيضاً، غاية الموت!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام عيد

جميل

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم

ذكريات لها العجب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الليثي

ما اروع هذه الذكريات

عدد الردود 0

بواسطة:

مرسال حزب الكنبه سابقا

مسكين الراجال ضرب

بجد حد يشوف دكتور نفسانى

عدد الردود 0

بواسطة:

ميدو

فلتفق من سباتك

عدد الردود 0

بواسطة:

HESHAM ABD EL RAOUF

صباح الخير يادكتور ايمن

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد العايدي

يا عم ارحمنا

عدد الردود 0

بواسطة:

شيماء سعيد

أيام زمان

عدد الردود 0

بواسطة:

ميتو

ياااااااااااااااااة

اى كلام فى اى عبد السلام

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سعد زغلول

نقدر الثمن الذي دفعته غاليا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة