قال محمد كامل عمرو، وزير الخارجية المصرى، إن مصر تحترم المعاهدات والاتفاقيات الدولية ما لم يخرقها الطرف الآخر، وقد حصلنا على اعتذار رسمى من إسرائيل بسبب الحادث غير المقصود الذى تسبب فى مقتل 6 جنود مصريين، مشيرًا إلى أن السفير الإسرائيلى السابق رحل عن القاهرة بسبب وصوله إلى عمر التقاعد، وليس كما تناقلته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام بأنه غادر بسبب أحداث السفارة الإسرائيلية بالقاهرة.
وأوضح "عمرو" أن علاقاتنا الخارجية، سواء بالمناطق المجاورة لإسرائيل أو أية دولة أخرى، لن تتغير ما دامت مصالحنا قائمة، وأن علاقة مصر بإيران علاقة إستراتيجية وما يهمنا هو مصلحة مصر، مشيرًا إلى أن علاقة مصر بإيران أو غيرها لا ترتبط بأية دولة أخرى، وإنما تنبع من مصلحة مصر الخاصة، علمًا بأن إيران لديها مكتب قائم بأعمال رعاياها هنا، ومصر لها مكتب هناك ويوجد علاقات ثنائية بين البلدين.
ونوَّه "عمرو" إلى أن تبادل الآراء بين مصر وإيران مستمر فيما يتعلق بالمنطقة والعالم، خاصة أن طهران ستتولى رئاسة منظمة دول عدم الانحياز بعد مصر التى تترأسها فى الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن مصر أول دولة أطلقت مبادرة لإنهاء العنف فى سوريا دون الرجوع إلى نقطة اللاعودة، وأن الولايات المتحدة أيدت المبادرة المصرية دون أى شرط، مؤكدًا على أن موقف مصر مما يحدث فى سوريا واضح تمامًا، وهو ما أخذت به جامعة الدول العربية، بهدف تجنب التدخل الأجنبى فى الشأن السورى.
وأضاف وزير الخارجية المصرى أن إسرائيل تراقب ما يحدث فى مصر مثلها مثل أية دولة أخرى، مضيفًا أن قيام إسرائيل بترتيبات خاصة بها أمر لا يعنينا لأنه خاص بها، وأن ما يعنينا هو مصلحة مصر أولاً وأخيرًا، فمصر كبيرة وقادرة على مواجهة أى تهديد ورعاية مصالحها، لافتًا إلى أن محورية مصر تجعل أنظار العالم تُسلط عليها، وتراقب ما يحدث فيها من تغيير، سواء فيما يتعلق بصعود اتجاه سياسى أو غيره، بعد نجاح ثورة 25 يناير التى أعطت زخمًا إيجابيًا للسياسة الخارجية المصرية.
وتابع وزير الخارجية قائلاً: إن دور مصر لا يمكن أن يسلبه أحد منها، ولا توجد دولة بالعالم لا تعتمد على التمويل من منظمات المجتمع المدنى، بشرط أن تكون هذه المنظمات معلنة ومعترفًا بها دوليًا، ولا تكون جهة غير معروفة، ولابد أيضًَا أن تعلن الجهة التى تحصل على التمويل الكشف عن كافة التفاصيل بمنتهى الشفافية.
وأضاف "عمرو" أن علاقة مصر مع الدول العربية والغربية تقوم على علاقة المصلحة المشتركة بين الطرفين، ولفت النظر إلى أن سفراء مصر بالخارج يعملون على تحقيق أهداف الدولة بإخلاص ودون تحيز لبعض المعايير السياسية، قائلاً: "نحن لدينا وسائلنا لمن يحيد عن الخطط الدبلوماسية المصرية".
وعن الانتخابات البرلمانية قال وزير الخارجية إن نجاح المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية كان إيجابيًا بشكل كبير، لافتًا إلى أن القلق كان يساوره سواء من ناحية ضيق الفترة الزمنية التى تم الإعداد فيها للانتخابات، أو تأخر صدور التشريعات المنظمة لسير عملية الانتخابات بالخارج، وكان هناك أيضًا تخوّف من عدم استيعاب السفارات المصرية لأعداد المصريين بالخارج، الراغبين فى المشاركة فى العملية الانتخابية من خلال التصويت، وأشاد بطاقم العمل الدبلوماسى الموجود فى السفارة المصرية بالرياض؛ لتميزهم فى العمل وقدرتهم على استيعاب تلك الأعداد دون إرسال تعزيزات دبلوماسية لهم للقيام بهذا العمل، وبالتالى فإن نجاح الانتخابات البرلمانية إنجار كبير للمصريين.
وشدد وزير الخارجية على أن السفارات المصرية تؤدى دورها فى الانتخابات بحيادية تامة، ولا تنحاز إلى أحد، كما أن المصريين بالخارج على وعى كامل بحقوقهم ولا يمكن التأثير عليهم من أحد، وأنه من السابق لأوانه التنبؤ بأن هذه المنطقة سوف تنحاز إلى قوى سياسية بعينها أو أن تلك المنطقة تنحاز إلى أخرى.
وعن مقارنة نجاح الانتخابات التونسية بالانتخابات المصرية، قال وزير الخارجية إن المعطيات السياسية فى مصر أكثر تعقيدًا وتشابكًا من معطيات الدول الأخرى، ولكل دولة خصوصياتها وتركيبتها ويجب ألا نقارن مصر بتونس، مهنئًا الشعب التونسى بالإنجاز الذى حققه.
وزير الخارجية: إسرائيل تراقب ما يحدث فى مصر وعلاقتنا بإيران إستراتيجية
الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011 08:35 م