اليوم وقبل أيام من الاحتفال بعامها الأول، توجّت الثورة التونسية نفسها باختيار المنصف المرزوقى رئيسًا لتونس، ليقود مرحلة انتقالية حرجة، يعالج فيها البلاد من عقود فساد واضطهاد، عاشتها فى عهد "المخلوع" بن على، بعد أن انتخبه المجلس التأسيسى التونسى رئيساً مؤقتاً خلال جلسة عامة بأغلبية 153 صوتاً.
المرزوقى اسم يمثل تاريخاً من النضال، أجبره اضطهاد "بن على" على الابتعاد عن تونس بعد تاريخ طويل من النضال، حتى جاءت الثورة التونسية، ليعلن عودته للبلاد بخطى ثابتة، محددا هدفه وهو كرسى الرئاسة، معلنًا عن نيته للترشح للرئاسة فور عودته.
الطبيب المناضل، المنصف المرزوقى، ولد فى قرمبالية سنة 1945. تنحدر عائلته من الجنوب التونسى، ووالده محمد البدوى المرزوقى أحد قياديى الحركة اليوسفية، التحق من عام 1957 حتى 1961 بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس، وفى عام 1964 سافر إلى فرنسا؛ ليحصل على الدكتوراه فى الطب من جامعة سترازبورغ، كما حصل على إجازة فى علم النفس من جامعة السوربون.
عام 1975سافر إلى الصين ضمن وفد؛ لمعاينة تجربة الطب فى خدمة الشعب فى الصين. عاد إلى تونس عام 1979 ليطبق هذه التجربة فى وطنه ليواجه أولى خطوات القمع، حيث قامت السلطات التونسية بوقف مشروعه.
وخلال الفترة من 1989-1990 ترأس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، وفى عام 1993 أُحيل إلى القضاء إثر مشاركته فى تكوين الجمعية التونسية للدفاع عن المساجين السياسيين، بعدها بعام خُلع من رئاسة الرابطة لمواقفه ضد سياسة بن على. وفى خطوة أكثر جرأة وتحدى للنظام السياسى فى تونس، قام المرزوقى فى عام 1994 بالترشح للانتخابات الرئاسية أمام بن على، وربما كانت هذه الخطوة الرئيسية التى دفعته إلى التخطيط لإقصائه وإبعاده عن تونس بشكل نهائى.
فى مارس 1994، واستمراراً لمسيرة القمع الممنهج التى اتبعها نظام بن على، سجن المرزوقى فى زنزانة انفرادية لمدة 4 أشهر، وأطلق سراحه إثر حملة وطنية ودولية تدخل فيها نيلسون مانديلا شخصياً، إلا أنه منع بعدها من عمل أى أبحاث علمية، كما منع من السفر والكتابة.
هذه الإجراءات القمعية لم تثن المرزوقى عن الاستمرار فى طريق النضال، حيث قام فى عام 1997 بتأسيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان، وترأسها حتى عام 2000 ، وفى هذا العام طُرد من عمله كأستاذ فى كلية الطب بسوسة، كردٍّ من بن على، على إصراره وتصعيده المتواصلين فى مقاومة سياسته الاستبداية.
وفى عام 2001 تمكن المرزوقى من تأسيس حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" معلنًا أنه حزب "مقاومة" لا حزب معارضة، وطالب من خلاله بإسقاط نظام "بن على" ليصبح هذا الحزب البوابة الرئيسية التى يدخل منها الآن لبناء تونس الجديدة.
وبنفس السنة صدر ضده حكم بالسجن لمدة عام، قوبل هذا الحكم بضغوطات دولية على الحكومة التونسية، ليرحل مجبرًا إلى فرنسا، التى عرضت عليه حق اللجوء السياسى، ولكنه رفض ليحتفظ بحقه فى العودة إلى تونس، التى طالما حلم بأن ينجح فى تغييرها فى يوم ما.
وبالفعل جاء موعد عودته مع انطلاق ثورة الياسمين التونسية فى 17 ديسمبر، لتمحنه حق العودة إلى البلاد يوم 18 يناير بثوب جديد ومنصب جديد اختاره المرزوقى، ولم يتنازل عنه، ليصبح ثالث رئيس لتونس.
منصف المرزوقى.. أبعده اضطهاد "بن على" عن تونس فعاد إليها "رئيسًا".. رشح نفسه للرئاسة عام 1994.. وتدخل "مانديلا" لإخراجه من المعتقل.. ورفض عرض فرنسا للجوء السياسى
الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011 03:17 م
الرئيس التونسى الجديد منصف المرزوقى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Emad
البرادعي
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل صبري
يستاهل؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!