فارس أحمد طه يكتب: الشعب هو الحاكم

بعد أن عاشت مصر سنوات من الضياع الحقيقى والوعود الكاذبة وعاش الشعب حالة من حالات الإهانة اللفظية والجسدية، ولم يعد قادرا على تحمل المزيد من الألم، فقام بكل قوة وأطاح بمبـارك وأعوانه بدون أى مساعدات داخلية أو خارجية.

ومنذ ذلك الوقت أخذ الشعب حريته، وقام بتحرير بعض أسود مصر الذين كانوا يجاهدون ويحاولون الإطاحة بمبارك ونظامه وفى وسط كل هذه الأجواء، لم يلاحظ أحد أنه قد خرجت أيضا الخفافيش التى تريد أن تكون هى الأقوى، وبعد أن علمـوا أن هناك ميدانا اسمه التحرير، وأن هناك شبابا قام بهذه الثورة... ذهبوا إلى الميدان وتكلموا مع الشباب وبدأ كل واحد منهم فى حصد سريع لهذه الثورة، ثم جاءتْ انتخابات مجلس الشعب، وظهرت على الساحة بعض الأسئلة، هل سوف تصبح مصر دولة إسلامية؟ .... هل سوف تصبح دولة علمانية؟...

واستغلت هذه الخفافيش خبرتها السياسة وكيفية الاستغلال من الوضع والتأقلم مع الوضع، ولكنهم نسوا أن هذا الشعب هو من يختار ويؤيد من قلبه وعقله... وإذا كنتم لا تؤمنون بذلك وتؤمنون بأنكم من ضحيتم بأنفسكم، فلتجيبوا على أسئلتى، من منكم قد ضحى بولده أيام الثورة؟؟.... من منكم فقد عضوا من أَعْضاءُ جسده؟؟.. من منكم تم إهانته فى المظاهرات؟؟... الإجابة الطبيعة... لم تحدث مثل هذه الأشياء معكم بل حدثت للشعب.. فالشعب هو من يضحى دائماً وأنتم تلتزمون جحوركم ثم تظهرون ليلا لتحللوا ما حدث وتستفيدوا من الأحداث بخبراتكم وتحصدون كل شىء وتتركون الشعب للهلاك، وإذا كان هناك من يحق له الحكم.. فهو الشعب... الشعب هو الحاكم.

وأعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لكم أيتها الأحزاب وأيها المحللون والمفكرون أن تعلموا الحقيقة التى لن ولم تتغير، إنكم لستم ملوكا فى هذا الوطن، ربما تستطيعون الوصول للبرلمان والظهور على الشاشات المصرية والعربية، وأخذ حقوقا ليست ملككم ولكن، هناك شعب لديه إرادة يستطيع أن يسحب البساط من تحت أرجلكم.. فلا تغركم السلطة... ففى النهاية الشعب هو الحاكم الحقيقى.