عصام كرم الطوخى يكتب: الأوقات المخيفة

أحياناً تشعر بأن كل شىء يسير عكس اتجاه عقارب الساعة، تشعر بغربة داخلية فى وطن ممزق، ويردد من حولك أنت جئت فى الزمن الخطأ لكونك تؤمن بمبادئ التوازن الطبيعى للحياة، وتجد تلك العبارة لها صدى عميقا بداخلك، لأنك تتكلم بلغة تصحيح المسار لآى انحراف يخل بمبادئ الحياة، لذلك إذا كان هناك جدار ظلم يحجب عنك النور تستطيع تحطيمه، إذا رأيت الجهل يتفشى والمفسدون والمضللون يتحكمون فى دفة المركب لا تغضب فلن يطول الأمر كثيراً، فاستمر فى محاربته بعلمك ويقينك، لأن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح.

انظر حولك وفى كتب التاريخ تجد فى أشد الأيام ظلمة وحلكة وانحدارا أخلاقيا وفسادا ما بعده فساد يعتقد الجميع أنها النهاية لا محالة، تجد الصورة تعود إلى وضعها الطبيعى ويعلن الخير عن وجوده وتعود الحياة إلى مسارها الصحيح، لذلك اثبت وكن فى مكانك فارسا، فمهما كانت العتمة والظلم والهرولة الفكرية لا تترك موقعك والواجب الذى يجب أن تؤديه فى الحياة، فقد تجد نفسك أنك أنت الخاسر الوحيد إذا تركت مكانك فقد يكون النور على وشك أن يبدد الظلمة فى الوقت الذى أنت قررت فيه الرحيل.

فلولا الظلم والفساد لما ظهر المجاهدون والمناضلون والباحثون عن الحقيقة ولما كان لوجودهم معنى فى الحياة، فمهما كانت قسوة وشدة العتمة مهما كانت الأحزان وصعوبة الحياة فلابد أن تسود المبادئ والقيم، والمثل مرة أخرى للحياة وهنا يكمن ضرورة بقائك فى مكانك.

فأنت لم تأت فى الزمن الخطأ فوضعك الطبيعى أن تستمر فى مكانك تؤدى ما يجب عليك القيام به، وتعلن عن نفسك بقوة فى محاولة لاستعادة التوازن المنطقى للأوضاع الطبيعية للحياة، وإلا اعتبر تخليك عن واجبك هروبا وضعفا وذلا ومهانة.

كن فى العتمة شعاع نور، وفى أوقات اليأس أملا، وفى الأوقات المخيفة والمرعبة والهالكة سفينة نجاه، اثبت على ما تؤمن به وكن على يقينك وثق بأن الله يجدد طاقتك ويجدد خلايا الإشعاع الإيمانى بداخلك لتقهر الأيام الصعبة.