استمرار أزمة أسطوانات البوتاجاز فى المحافظات، نتيجة تلاعب البعض فى الاستحواذ على الأسطوانات وتهريبها إلى الباعة السريحة ومزارع الدواجن وكمائن الطوب فى محافظات القاهرة والمنوفية والقليوبية، حتى وصل سعر الأسطوانة إلى 60 جنيهاً فى السوق السوداء فى العديد من المناطق، بعد فشل مئات المواطنين فى الحصول على البوتاجاز بالسعر المدعم من المستودعات ومنافذ التوزيع.
واشتكى العشرات من المواطنين من عدم تمكنهم فى الحصول على الأسطوانات من منافذ التوزيع فى مناطق السيدة زينب والزاوية الحمراء بعد نفاد الكميات من المستودعات، فى ظل استحواذ الباعة السريحة على غالبية الأسطوانات، بالتواطؤ مع أصحاب المستودعات، مما أدى إلى تكدس مئات المواطنين أمام منافذ التوزيع، أملاً فى الحصول على الأسطوانة بسعرها الرسمى.
فيما قام الدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين والتجارة الداخلية بزيارة مفاجئة مساء أمس إلى مستودعات البوتاجاز ومنافذ التوزيع بمنطقة "عين الصيرة" بالقاهرة، للـتأكد من بيع الأسطوانات للمواطنين بسعرها الرسمى وضبط المخالفين، حيث استمع الوزير لشكاوى المواطنين والذين أكدوا أنهم يسيرون مسافات طويلة لشراء الأسطوانات، حيث أصدر تعليمات فورية لرئيس قطاع الرقابة والتوزيع بشأن إرسال سيارات للأهالى فى أماكن إقامتهم ومراقبة عمليات التوزيع من خلال مفتشى التموين وبالتعاون مع القوات المسلحة لتأمين نقل الأسطوانات من مصانع التعبئة إلى المستودعات.
وأكد الوزير فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه يتم تشكيل مجموعات عمل بشكل يومى، للمرور على المستودعات ومنافذ التوزيع ومخاطبة وزارة البترول بضخ أى كميات من البوتاجاز فى المناطق التى تعانى عجزاً فى الأسطوانات، إضافة إلى التنسيق مع القوات المسلحة والشرطة العسكرية بشأن تأمين نقل الأسطوانات من مصانع البوتاجاز إلى المستودعات تمهيدًا لتوزيعها على المواطنين بسعرها الرسمى.
فى سياق متصل تتواجد قوات الشرطة العسكرية أمام المستودعات، ومنافذ التوزيع فى العديد من المناطق مثل الوايلى وعين الصيرة وحلوان لتأمين المستودعات، ومنافذ التوزيع ومصادرة أى كميات يتم ضبطها مع الباعة السريحة أو المتورطين فى أزمة البوتاجاز.
وأكد اللواء حمدى بدين، مدير إدارة الشرطة العسكرية لـ"اليوم السابع"، أن من أهم أسباب الأزمة استحواذ بعض الباعة السريحة على أسطوانات من المستودعات، واستغلال الظروف التى يمر بها المجتمع وبيعها للمواطنين بأسعار مرتفعة تصل إلى 30 جنيها ببعض المناطق، لافتاً إلى أنه تم مخاطبة وزارة التموين والتجارة الداخلية، لحصول شباب الخريجين على حصصهم من أسطوانات البوتاجاز وبيعها داخل المستودعات للقضاء على الأزمة فى العديد من المناطق، مؤكدًا أنه فى حالة القبض على أى متورط فى الاستحواذ على أسطوانات البوتاجاز سيتم مخاطبة قسم الشرطة التابع له لتحرير محضر بذلك ومصادرة أى كميات معه.
كانت وزارة التموين والتجارة الداخلية، أكدت أنها أرجأت البدء فى تنفيذ مشروع توزيع أسطوانات البوتاجاز بنظام الكوبون، إلى ما بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، ولحين استقرار الأوضاع فى المجتمع، على أن يتم تطبيق المشروع فى ظل تواجد الأمن فى جميع المناطق للتصدى لأى محاولات بلطجة.
أزمة البوتاجاز تدخل النفق المظلم.. "جودة " يشن حملات مفاجئة ليلا على المستودعات لكشف مافيا البوتاجاز.. والشرطة العسكرية تخاطب "التموين" لبيع حصص شباب الخريجين داخل المستودعات
الأحد، 11 ديسمبر 2011 04:13 م