"علم الترجمة المعاصر" كتاب حول مبادئ اختيار اللغات ونصوصها

السبت، 10 ديسمبر 2011 12:20 م
"علم الترجمة المعاصر" كتاب حول مبادئ اختيار اللغات ونصوصها غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبو ظبى للثقافة والتراث والترجمة العربية كتابا بعنوان "علم الترجمة المعاصر" للمؤلف ناعوموفيتش كوميساروف، ونقله للعربية عماد محمود طحينة.

يتناول الكتاب خصائص نشأة وتطور النظرية اللغوية للترجمة، والعوامل المعيقة لإدراج الترجمة فى نطاق اهتمام اللسانيات، وكذلك الأسباب الموضوعية والذاتية التى جعلت من دراسة الترجمة بالمناهج اللغوية ممكنة وضرورية، ويقدم وصفاً موجزاً لتنوع اللغات فى العالم، ما يستدعى الحاجة إلى النشاط الترجمى ومبرراته وآفاقه، كما يوضح الأسباب اللغوية لصعوبات الترجمة (اختلاف معانى "الصور اللغوية للعالم" والمواضيع المسماة)، والمبادئ العامة لتركيب وأداء جميع اللغات التى تسمح بإيجاد السبل للتغلب على هذه الصعوبات.

ويقدم الكتاب توصيفاً للأساليب اللغوية لدراسة الترجمة المستخدمة تقليدياً فى المجالات الأخرى للسانيات (الأساليب التركيبية والتحويلية والإحصائية)، وكذلك أساليب النمذجة، والاستبطان، والتجربة اللغوية النفسية وغيرها من الأساليب المعدلة لأغراض دراسات الترجمة.

ويكرس الكتاب جزءاً للحديث عن "الجوانب النصية لعلم الترجمة" يشير إلى استخدام أحكام لسانيات النص فى نظرية الترجمة، ويتناول دور النص فى سياق الاتصال الكلامى بوصفه بنية شكلية- مضمونية معقدة تتمتع ببنية عمودية وأفقية عميقة، وتوضح مفهوم البنية المحورية- الدلالية للنص، وتطابقه المدلولى (التماسك اللغوى، والسياقى-المحدد، والضمنى)، كما يفسر هذا الجزء أيضاً الاختلاف بين الافتراض المسبق والتضمين، ويصف أنواعاً مختلفة من العلاقات الضمنية، وطرق استنساخها أثناء الترجمة، ويولى اهتماماً خاصاً لمسألة فهم مضمون النص على مختلف المستويات، وتنوع نقل هذا المضمون فى الترجمة.

ويتوقف الكتاب عند "الأسس النظرية العامة للترجمة"، حيث يلخص التطور التاريخى للنشاط الترجمى، وخاصة فى المرحلة الراهنة، فبعد الحديث عن الاتساع الحاد لنطاقات الترجمة بعد الحرب العالمية الثانية، وظهور أنواع جديدة للترجمة، والدفع بالترجمات الإعلامية إلى موقع الصدارة، وكيف أدخلت جميع هذه العوامل تغييرات كبيرة فى المطالب تجاه الترجمة، وفى ظروف عمل المترجمين، لكل هذه الأسباب مجتمعة يلخص هذا الجزء التغييرات ويستعرض المسئولية العالية لصعوبة نشاط المترجم، وتتم الإشارة أولاً وقبل كل شىء إلى أنه فى ظل الظروف المعاصرة ارتفعت وبشكل كبير المطالبة بدقة الترجمة.

وفى الجزء الأخير يصف الكتاب مبادئ اختيار لغات ونصوص الترجمة، ويبين الأشكال التنظيمية، والسياسة الحكومية فى مجال الترجمة، والوضع الاجتماعى للمترجمين فى مراحل مختلفة من التاريخ، وفى هذه الجزئية من الكتاب يقدم المؤلف تعريفاً لمفهوم "الترجمة" على أنه النوع الأهم للوساطة اللغوية، والذى تشكل دراسته مادة لعلم الترجمة، ثم يورد وصفاً موجزاً للترجمتين التحريرية والشفوية، وكذلك تعريفاً لمصطلحات "التكافؤ"، و"الكفاية"، و"الترجمة الحرفية"، و"الترجمة الحرة".

وفى ختام هذا الجزء يوضح الكتاب مفهوم الحالة الترجمية، ووصف تأثير مكوناتها على مسار ونتيجة العملية الترجمية، وغرض الترجمة، ونوع النص المترجم، وطبيعة المتلقى المفترض للترجمة، ما يتناول واحدة من المشكلات الرئيسية لنظرية الترجمة وهى مفهوم التكافؤ الترجمى، فعلى الرغم من أن الترجمة مخصصة لاستبدال كامل القيمة للنص الأصلى، فإن التماثل الكامل للنص بعيد المنال، ويمكن الحديث فقط عن التكافؤ، أى عن درجة قرب الترجمة من الأصل.

مؤلف الكتاب بروفسور وعالم لغة ومنظر للترجمة روسى، ساهم بشكل كبير فى بلورة وتطوير علم الترجمة اللغوية الحديث، ألف عشرة كتب وأكثر من ثمانين بحثا علميا فى قضايا الترجمة وعلم تطور دلالات الألفاظ الإنجليزية، عمل مترجماً شفوياً وتحريرياً، ودرس فى مؤسسات التعليم العالى التخصصية، وأعد مئات المختصين المهرة، تستخدم مؤلفاته بشكل واسع فى تدريس الترجمة فى شتى أنحاء العالم، توفى قبل عدة سنوات تاركاً إرثاً علمياً غنياً فى مجال الترجمة ودراساتها.

مترجم الكتاب من سوريا، حائز درجة الماجستير بدرجة الشرف بتخصص تدريس اللغتين الروسية والإنجليزية من جامعة اللغويات بكييف (معهد اللغات الأجنبية سابقاً)، وإجازة فى الترجمة المحلفة من وزارة العدل السورية، عمل مترجماً ومحرراً فى مجلة المعلم العربى، لينتقل بعد ذلك للعمل فى كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود فى الرياض، حيث درَّس اللغة الروسية والترجمة لأكثر من خمسة عشر عاماً، كما عمل مترجماً فورياً فى العديد من الفعاليات، وله مجموعة من الترجمات المنشورة من اللغة الروسية إلى العربية وبالعكس، صدر له عن مشروع "كلمة" كتاب "سياسة الثقافة أو ثقافة السياسة – تجربة فرنسا".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة