عقدت المعارضة السورية فى مصر اليوم السبت، مؤتمراً صحفياً بأحد فنادق القاهرة، بالتعاون مع عدد من نشطاء تنسيقية الثورة السورية فى مصر، تحت عنوان "معا إلى لاهاى"، فى إشارة إلى ملاحقة العديد من كوادر الرئيس السورى بشار الأسد.
وقال المنسق الإعلامى لتنسيقية الثورة السورية فى مصر "مؤمن كويفاتيه"، إن هذا المؤتمر يأتى بعد إعلان الرئيس السورى بشار الأسد عن عدم مسئوليته عن أعمال القتل التى جرت وتجرى فى سوريا.
وأضاف كويفاتيه إن فكرة هذ المشروع تأتى لتوثيق الجرائم التى قامت بها قوى الأمن والشبيحة وكذلك عناصر وضباط الجيش السورى خاصة الفرقة الرابعة الميكانيكية التى يقودها شقيق الرئيس السورى ماهر الأسد، والتى تتهم بالقيام بعمليات إطلاق صواريخ واستخدام أسلحة لا ترتقى لمستوى مواجهة صدور عارية من الشباب الذى يطالب بحريته وكرامته.
وأشار المنسق الإعلامى للثورة السورية فى مصر، إلى أن اللجنة التى ستعمل على توثيق الجرائم ستضم العديد من النشطاء السوريين فى الداخل والخارج لإعداد ملفاً لكل ضابط أو جندى أو شبيح قام بارتكاب ما سماها "حماقة" فى حق أبناء شعبنا السورى ليكون هؤلاء فى قفص الاتهام بمجرد أن يتم إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
على جانب آخر، أعلن إسلاميو سوريا تدشين حركة جديدة للوقوف ضد المذابح التى يرتكبها الرئيس السورى بشار الأسد ضد شعبه تحت مسمى "التيار الوطنى السورى"، وذلك لضرورة إيجاد صيغة سياسية جديدة للثورة السورية، وللدفاع عن مطالب السوريين ومساندة العمل النضالى والثورى، لافتين إلى أن النظام السورى فقد شرعيته ولا مجال للحوار معه ولا مناص عن رحيله.
وأكد المسئولون عن التيار الإسلامى الوطنى السورى، الذى تم الإعلان عنه من نقابة الصحفيين اليوم، أنه نابع من التعاليم الإسلامية البسيطة الأصيلة التى تؤكد على المحتوى الأخلاقى والروحى للرسالات السماوية التى صبغت الثقافة الإنسانية، مشيرين إلى أن تلك الثقافة هى التى عبرت عن جوهر الثقافة السورية المتجددة منذ آلاف السنين.
وجاء البيان التأسيسى الأول للتيار، "تحرير الفرد والمجتمع من الاستبداد والفساد والسعى لتحقيق ذلك على أرض الواقع سياسياً واجتماعياً وثقافياً، ودعم استقلال سوريا بالمحافظة على قيم الجمهورية والنظام الديمقراطى التعددى التداولى وإقامة دولة المؤسسات والمواطنة وسيادة القانون، وتعزيز الحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والدينية لجميع السوريين والعمل لبناء وطن يحتضن الجميع ويوفر العيش الكريم الحر لكافة أبنائه، وتعزيز دور الشباب فى المجتمع السورى لما يمتلكون من قدرات مبدعة ولما أثبتوه من دور رائد فى الثورة السورية".
وشمل البيان ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية بين شرائح المجتمع السورى، وحماية العقد الاجتماعى السورى الذى أنشأه الأجداد وقام من خلاله السلم الأهلى والعيش المشترك، والمحافظة على الدور الحضارى للإسلام بوصفه أحد مكونات الهوية السورية ديناً وثقافة وحضارة وحماية من الانحراف، والنهوض بالمجتمع السورى فى مجالات التنمية المتعددة داخل الوطن وخارجه، وتعزيز دور سوريا على الصعيدين العربى والدولى.
وأكد البيان التأسيسى للتيار أنه يسعى لتطوير الأطر السياسية والاجتماعية والثقافية اللازمة لتوفير مناخ مناسب لتكريس قيم الحرية والديمقراطية والتضامن الاجتماعى والمحافظة على الهوية العربية والإسلامية، مع التأكيد على أن التيار لا ينطلق من رؤية أيديولوجية واحدة، بل يسعى لاحتضان التوجهات الوطنية التى تستند لأساس قيمى ورؤية أخلاقية، ويحتضن الإسلاميين المستقلين من اتجاهات متعددة، كما يحتضن العلمانيين والليبراليين الذى جمعهم التوافق على مبادئ الثورة السورية.
ومن جانبه قال الدكتور عماد الدين الرشيد، رئيس المكتب السياسى للتيار الوطنى السورى، إنه لم يكن التيار الوطنى السورى محاكاة لتيار سابق أو موجود، ولكنه تيار إسلامى بسيط هدفه حماية المواطنين وتوفير السلم لهم، مضيفاً أن التيار يمثل ضمانة للسلم الجماعى الذى يود النظام أن يهز مفرداته، كما لأن وجود النظام فى ذلك التوقيت بعد انحراف الحالة السياسية التى كانت موجودة من قبل تولى الأسد شئون البلاد.
وأضاف أن دولة المواطنة لا يوجد بها أقليات، لأن كل المواطنين لهم حقوق محفوظة يكفلها لهم الدستور، وأيضاً للدفاع عن الثقل التاريخى الذى دشنه السوريون منذ آلاف السنين، موضحاً أن النظام السورى سلط أسلحته فى وجه الشارع السورى، ولذلك فقد مشروعيته والحوار لا محل له، لأنه حول حالة الدفاع عن المواطنين إلى حالة حرب ضدهم وساهم فى شرذمه الجسم السورى، معلناً أنه ليس أهلاً للحوار.
وأشار إلى أنه مضى 60 يوماً على مبادرة الجامعة العربية، ولكن مازال نظام الأسد يمارس الافتراس تجاه الشعب، لافتاً إلى أن رؤية التيار الوطنى السورى يتعلق بالوضع السورى وخصوصاً الجيش الوطنى الذى تحول من أداة قتل فى يد النظام، موضحاً أن الوطنيين من ذلك الجيش انشقوا منه وشكلوا الجيش الحر، مؤكداً أن إسقاط النظام السورى لن يكون بالضغط الأجنبى ولكنه من خلال الضغط الشبعى.
قال رياض الحسن، عضو المكتب التنفيذى للتيار الوطنى السورى وأحد ممثلى التيار الإسلامى السورى، إن الوقت فات للحوار مع النظام السورى بعد مرور 9 أشهر من انطلاق الثورة السورية، كما أن النظام السورى فقد شرعيته، لافتاً إلى أن محاولة إصلاح النظام قد فات الوقت عليها إلى أبعد من الحوار، وأن الإصلاح الوحيد وهو رحيل النظام.
وطالب عضو المكتب التنفيذى للتيار الوطنى، بتأمين انتقال سلمى للسلطة من الرئيس الحالى إلى المعارضة، بالإضافة إلى تشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط يترأسها معارض، وأيضاً تشكيل هيئة تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد خلال 6 أشهر ويكون عليه استفتاء شعبى، مطالباً بحل جميع الأجهزة الأمنية وإعادة صياغتها بما يحمى المواطنين فى المرحلة المقبلة.
وشدد الحسن على ضرورة تنظيف وتطهير مؤسسات الدولة من البيروقراطية والفساد والتفريق الهائل بين مكونات الشعب السورى، مطالباً بتشكيل لجنة تقصى وتحقيق حول المجازر التى ارتكبها النظام السورى تجاه المواطنين فى الفترة السابقة، بشرط أن تكون نزيهة ومحايدة لتحقق العدالة للشعب السورى لما تعرض له المواطنون على أيدى رجال الأسد.
المعارضة السورية فى القاهرة تشكل لجنة لتوثيق جرائم الأسد
السبت، 10 ديسمبر 2011 06:07 م
بشار الأسد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مراقب
أيضا وثقوا هذه
عدد الردود 0
بواسطة:
أمير من مصر
إلى كل من يريد أن يفهم وإلى رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
فواز الاسد
عملية التوثيق
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم عربي
الى رقم 2 أنت للفهم أحوج
عدد الردود 0
بواسطة:
أمير من مصر
إلى رقم 4