خرج ميدان التحرير عن كونه رمزًا للثورة المصرية التى أسقطت أعتى النظم الديكتاتورية فى العالم فى 18 يومًا فقط، وأصبح الآن ملاذا للبلطجية والباعة الجائلين، الذين انتشروا فى جنبات الميدان يبيعون كل شىء وأى شىء، ويتخذون من ستار "الثورة" الناصع ساترًا حاميًا لهم، ضد كل من يهاجم أفعالهم، ويطالب بضرورة مغادرتهم الميدان، وجاءت هجرة الثوار للميدان بسبب انشغال القوى السياسية بالانتخابات البرلمانية من جهة، والرغبة فى إضفاء الاستقرار السياسى من جهة أخرى، بمثابة الصك لترك الميدان ليصبح منطقة نفوذ يتحكم فيها البلطجية والباعة الجائلون.
وعند دخولك إلى الميدان، يصدم عينيك ماتراه من انتشار مئات من الباعة الجائلين فى جنباته، يبيعون بضائع من كل شكل وصنف ولون، منها الملابس والاكسسوارات، وبعض الأجهزة الإلكترونية الصغيرة، وغيرها، حتى كاد ميدان الثورة يتحول إلى "سوق عتبة جديد"، وكل ذلك فى غياب تام للأمن الذى انسحب تماما من الميدان، وهو الأمر الذى استغله البلطجية والباعة الجائلون أيما استغلال.
والميدان الذى خلا تمامًا من الثوار، ومن شباب الثورة، أصبح بمثابة الشوكة فى قلب قاهرة المعز، حيث إن إغلاقه يؤثر بشكل كبير على حركة المرور إلى قلب القاهرة، ويعانى من يريد الوصول إلى عمله أو قضاء حوائجه فى "وسط القاهرة" الأمرين، حتى يصل إلى مبتغاه، ويضطر إلى الالتفاف لمسافة طويلة خارج الميدان للوصول إلى المكان الذى يريده.
كما أن الكثيرين من أصحاب المحلات الموجودة فى الميدان والمحيطة به أبدوا غضبهم واستياءهم الشديد من الوضع القائم، وأكدوا أن "بيوتهم أغلقت" بسبب ما يحدث فى التحرير، وأن غلق الميدان تسبب فى خسائر فادحة لهم، وأكد أحد أصحاب المحال "رفض ذكر اسمه" أن الميدان أصبح مرتعا لبيع المخدرات والبانجو وعقد الصفقات المشبوهة التى يجريها المسجلون خطر، لدرجة وصلت إلى ارتكاب أفعال مخلة بالآداب فى الميدان وخاصة بالليل، ومشيرا إلى أن الوجوه التى تملأ الميدان الآن ليست هى وجوه الثوار، بل وجوه أصحاب السوابق والبلطجية والمسجلين خطر الذين يريدون البقاء فى الميدان لأنه أصبح يدر عليهم دخلا كبيرا، ويرفضون ترك الميدان كما يرفضون فتحه أمام المارة أو السيارات، وكلما تم فتحه يسارعون بالجرى وراء السيارات بالشوم والطوب ويشكلون حائطًا من بعضهم ليغلقوه مرة أخرى، ومطالبا بضرورة تدخل الجيش لإعادة الميدان إلى حالته مرة أخرى.
وفى كثير من الأحيان تنشب مشادات ومشاكل كبيرة بين الباعة والبلطجية الذين يسيطرون على الميدان، وبين بعض الثور وأصحاب المحال وقائدى السيارات الذين يريدون فتح الميدان، ولكن أمام استماتة الباعة والبلطجية وإصرارهم على غلق الميدان تفشل محاولات فتح الميدان، ليغلق من جديد.
ورغم أن الثوار وجميع الائتلافات الثورية قد غادرت ميدان التحرير، إلا أن مصابى الثورة أعلن استمرار اعتصامه فى الميدان، ولكنهم نقلوا اعتصامهم إلى الحديقة المقابلة لمجمع التحرير تاركين الميدان، مبررين ذلك بأنهم يرفضون غلق الميدان أمام المارة، لكنهم لن يفضوا اعتصامهم حتى تحقيق مطلبين رئيسيين وهما تفويض السيدة هبة السويدى لتكون المسئولة عن ملف المصابين بالمجلس الجديد، وحل إدارة صندوق رعاية المصابين الحالية.
وبشأن فتح الميدان، أكدوا أنهم لا علاقة لهم بفتح الميدان أو غلقه وأنهم متواجدون فقط أمام حديقة المجمع، لتحقيق مطالبهم.
وقال أشرف حافظ، أحد مصابى الثورة، إنه ليس لهم أى علاقة بفتح الميدان أو غلقه والدليل أنه منذ بدء الاعتصام فى يوم 11 نوفمبر لم يقوموا بإشغال الطريق، مضيفا نحن لسنا مسئولين عمن قاموا بفض اعتصامهم فمنهم من جاء متضامنًا معنا ومنهم من جاء لأهداف سياسية أخرى.
وأضاف "نحن لا نغلق الميدان، ووجودنا فى أطرافه لا يعطل حركة المرور، وسنبقى فى مكاننا حتى تلبى الحكومة مطالبنا".
"التحرير" يخلو من الثوار ويتحول لسوق.. اشتباكات متكررة بعد محاولات فتح الميدان.. وأصحاب المحال: يجب تدخل الجيش لطرد البلطجية والباعة.. ومصابو الثورة مستمرون فى الاعتصام
السبت، 10 ديسمبر 2011 09:40 ص
ميدان التحرير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ايوب
المعترض على تحول ميدان التحرير (فاترينة مصر الثورة ) الى سويقة
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدو بدران
حذارى
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور ماجد
سلمية سلمية و الإعتصام السلمى شعارات جوفاء يرددها ثوار التخريب و يفعلون عكسها
عدد الردود 0
بواسطة:
ابومحمد
المصرى همجى بطبعه ويحتاج القوه لردعه
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال العطشجى
من قال هلكت الامة فهو اهلكهم