"البشرى": محمود الخفيف أدخل ثورة عرابى فى سجل الثورات المصرية العظيمة

قال المؤرخ والمفكر المستشار القانونى طارق البشرى، إن المؤرخ الراحل محمود الخفيف استطاع من خلال كتابه "أحمد عرابى.. الزعيم المفترى عليه" أن يُدخل ثورة عرابى فى سجل الثورات المصرية العظيمة، وذلك من خلال ما قدمه فى هذا الكتاب من رصد علمى لكافة الحقائق والأحداث التى وقعت فى تلك الفترة للرد على محاولات تشويه الثورة والتقليل من شأنها، والتى أكد البشرى، أنها لم تكن قاصرة فى تلك الفترة على أنصار الملك وحلفاء الإنجليز فقط، بل أيضا امتدت لبعض الوطنيين الذين قللوا من شأن هذا الحدث الذى أظهره الخفيف فى عمله بمنتهى العظمة والشموخ.

وأضاف البشرى، خلال الندوة التى عُقدت ظهر اليوم بالهيئة العامة لدار الكتب وشارك فيها كل من الأديب يوسف القعيد والدكتور محمد الخفيف وأدارها الدكتور أحمد زكريا الشلق، أن كتاب الخفيف قدم تحليلا علمياً وتوثيقاً تاريخياً متعلقاً بثورة عرابى بشكل يجعل كافة الكتب الأخرى عاجزة عن تقديم تحليل مماثل، وأشار البشرى إلى أن طبيعة الثورات المصرية أن تنتقد كل ثورة ما سبقها وهذا ما حدث مع ثورة عرابى عندما انتقدها الحزب الوطنى آنذاك ممثلا فى مصطفى كامل وأصدر فى شأنها حكماً قاسياً، وهذا أيضا نجده حدث مع تقييم حزب الوفد لمصطفى كامل ونفس الشىء حدث مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وثورة يوليو عندما وجهت النقد القاسى لحزب الوفد وهكذا.

وقال البشرى الذى يعد أحد تلاميذ الخفيف: كنت من المحظوظين لأننى تتلمذت على يد الخفيف فهذا الرجل لا يهتم فقط أن ينقل للطلبة مجرد معلومة وردت فى كتاب بل تجده محللا ومفكراً يهتم بالجانب المعنوى والرسالة الكامنة وراء العمل الذى يؤديه، وأكد البشرى، أن الخفيف اتسم بالجراة والشجاعة فى آرائه ومواقفه السياسية.

ومن جانبه قال الأديب يوسف القعيد، إنه تعرف على الخفيف من خلال عمله الأبرز "أحمد عرابى الزعيم المفترى عليه" فوجد فيه ما يشد الأزر ويُمكن الإنسان من الوقوف بشكل جديد أمام الكتابات التاريخية خاصة أنه نشأ فى قرية بمحافظة البحيرة شاع فيها أن ثورة عرابى ما هى إلا مجرد "هوجة".

وإضافة إلى هذا العمل، أشاد القعيد بكتاب الخفيف عن الروائى والفليسوف الروسى توليستوى، قائلا: إن هذا الكتاب لو كانت تمت ترجمته للروسية، لتم الاستعانة به فى مقدمات مختلف الأعمال التى تناولت سيرة هذا الروائى وحللت أعماله، وطالب القعيد الدكتور صابر عرب بإعادة طبع كتاب "الخفيف" عن تولستوى قائلا: لو هناك قدر من الإنصاف فى هذا البلد تجاه الخفيف لتم الاستعانة بكتابه هذا كمرجع مهم فى الدراسات والأبحاث الجامعية.
وأضاف القعيد، أن الملفت فى حياة محمود الخفيف هو أنه اهتم بكتابة السير الذاتية للآخرين ولم يهتم بكتابة سيرته الذاتية مرجعاً ذلك لعدة أسباب منها: أنه يفضل الآخرين عن نفسه، وأن ليس لديه نزعة النرجسية وحب الذات التى تنتاب كثيرًا من الكتاب بشكل مبالغ فيه.

ومن جانبه قال الدكتور محمد الخفيف ابن شقيق الراحل، إن عمه الذى يجرى الاحتفال بمرور 50 سنة على وفاته هذه الأيام، لم يحظ بالشهرة الكافية بشكل يتناسب مع عبقريته معللا ذلك بعزوفه عن الأضواء من ناحية واستهدافه ومهاجمته بسبب نصرته لعرابى من ناحية أخرى.

وأضاف الخفيف أن عمه تنبأ بالثورة منذ 80 عاماً من خلال أعماله الشعرية إضافة إلى كتاباته الأدبية التى تنم عن موهبة حقيقية.