هاآرتس: التحول من سلطة "الاستبداد" لـ "الإسلاميين" بمصر يرعب تل أبيب

الخميس، 01 ديسمبر 2011 01:31 م
هاآرتس: التحول من سلطة "الاستبداد" لـ "الإسلاميين" بمصر يرعب تل أبيب جانب من الانتخابات المصرية
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتبان الإسرائيليان المخضرمان بالشئون السياسية المصرية والعربية بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية آفى يسخروف وعاموس هارئيل فى مقال مشترك لهما، إن الانتخابات البرلمانية فى مصر التى انتهت مساء أمس ستنتهى مثل سائر المعارك الانتخابية، التى تمت فى الشرق الأوسط خلال ثورات الربيع العربى.

وأضاف المحللان السياسيان الإسرائيليان، أن الانتخابات فى مصر ستنتهى بفوز حزب "الحرية والعدالة" الإسلامى الذراع السياسى لجماعة "الإخوان المسلمين"، حيث أن موجة الثورات التى سيكون قد انقضى عاما عليها فى منتصف يناير المقبل ستجلب على آثارها فى هذه الأثناء موجة نجاحات سياسية واسعة للأحزاب الإسلامية "العدل والتنمية" فى المغرب، وحزب "النهضة" التونسى، والآن "الحرية والعدالة"، حيث من المتوقع أن يصبح الحزب الأكبر فى المجلسين النيابيين المصريين، حينما ينتهى آخر الأمر التصويت المعقد بصورة مخيفة فى شهر مارس المقبل، على حد تعبيرهم.

وقال هارئيل: "لقد كتب كلاما غير قليل عن المدح الحماسى فى العالم العربى، وفى الغرب أيضا فى البداية على الأقل، وفى فضل الربيع العربى، فقد تم استقبال التخلص من سلطان المستبدين والطموح إلى الديمقراطية ومساواة الحقوق بتأثر فى العواصم العربية وفى غرب أوروبا، لكن ينبغى أن تعترف تل أبيب بأن البديل المتقدم المتبلور وهو الإسلام السياسى سيمثل مصدر رعب لها، وأن هذا البديل لا يبدو واعدا كثيرا ولا سيما بعيون إسرائيلية".

فيما أوضح يسخروف، أن الحديث عن حزب "العدالة والتنمية" فى المغرب يذكرنا بالحزب الحاكم فى تركيا أكثر كما يذكرنا بالإخوان المسلمين فى مصر أو بحماس فى غزة، مضيفا أن حزب الإخوان المسلمين المصرى أيضا ليس حزب متطرفين متدينين سيعلنون حربا لا هوادة فيها على الغرب أو يعرضون أنفسهم للخطر فورا بإلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل، لكن نظرة إلى صورة محاولة نشطاء الإخوان تجنيد الجموع فى يوم الجمعة الأخير فى القاهرة للتحريض على إسرائيل تعطى سببا للقلق من الصورة التى ستكون عليها فى المستقبل علاقات الدولتين.

وقال الكاتب الإسرائيلى، إنه لا يتوقع لحزب "الحرية والعدالة" أكثرية مطلقة فى المجلسين النيابيين داخل مصر، فقد أعلن الحزب سلفا أنه لن ينافس فى أكثر من 49%، من مقاعد مجلس الشعب، وهو المجلس الأدنى وعدد أعضائه 508، ومجلس الشورى وهو المجلس الأعلى، وعدد أعضائه 264، وهو يستطيع أن يتحد مع حزب كحزب "النور" المؤلف من نشطاء إسلاميين متشددين كالسلفيين، ومع مرشحين مستقلين كثيرين يعتبرون من التيار الإسلامى وأن يؤلف بذلك كتلة كبيرة تنجح فى إجازة دستور بروح الشريعة الإسلامية.

وأضاف هارئيل: "لكن احتمالات أن يساعد الإخوان المسلمون على إجراء كهذا لا تبدو مرتفعة الآن، فلا يوجد حب كبير بينهم وبين التيارات السلفية، وربما يفضل الإخوان أن يعقدوا حلفا سياسيا مع حزب علمانى خاصة".

وأوضح الكاتب الإسرائيلى: "ينبغى أن نذكر أنه حتى لو أصبح الإخوان هم الحزب الأكبر فى مجلس الشعب، بل لو نجحوا فى تكوين كتلة تكون الأكثرية، فليس معنى هذا أنهم يستطيعون إلغاء اتفاقات السلام مع إسرائيل، فسيكون الرئيس الذى سينتخب لمنصبه بعد سبعة أشهر فقط هو المسئول عن سياسة الخارجية والأمن، لكن بحسب الدستور المصرى الموجود الذى يتوقع أن يتغير بعد انتخابات مجلس الشعب يملك النواب المنتخبون إمكانية أن يقترعوا على عزل رئيس يتولى عمله، فكانت هذه فى الماضى صلاحية نظرية فقط، لأن الأكثرية فى مجلس الشعب المصرى كانت من الحزب الحاكم لحسنى مبارك - الحزب الوطنى الديمقراطى - وفى مصر اليوم، بعد الربيع العربى وفى مستهل الشتاء الإسلامي، يبدو هذا السيناريو ممكنا بيقين، ولا سيما إذا انتخب شخص علمانى لمنصب الرئيس، ومن هنا سيصعب على كل رئيس منتخب أن يدير سياسة تعتبر مهادنة جدا لإسرائيل والغرب".

وقال يسخروف: "إنه بناء على هذا فليس عجيبا أن تتابع إسرائيل بقلق يزداد التطورات فى القاهرة، فإذا كان سقوط نظام الأسد القريب فى سوريا يحظى برغم المخاوف، بأصداء إيجابية فى تل أبيب فإن النظرة لمصر تختلف تمام الاختلاف، لأن إسرائيل تسير على أطراف أصابعها حينما يكون الحديث عن مصر، وهذا هو السبب الذى جعلها تستجيب لتحذيرات مصرية وأردنية وأجلت فى آخر لحظة خطة هدم جسر المغاربة فى القدس".

وأضاف: "إنه على العموم فإن النظرة المتشائمة فى إسرائيل إلى التحولات فى مصر تبدو بعد مرور سنة تقريبا، توجها أكثر واقعية لما يحدث هناك من الردود الأولية فى الغرب".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة