ما زال الغموض يحيط بالدافع وراء قتل عبد الرحمن صلاح أحمد مجند بقسم شرطة العمرانية لزميله هلال أحمد حافظ، أعلى مبنى القسم، ثم انتحاره عقب ذلك، حيث لم تتوصل مباحث الجيزة حتى الآن للسبب الحقيقى وراء وقوع الجريمة.
وذكر مصدر أمنى لـ"اليوم السابع" أن المجند مرتكب الواقعة وزميله المجنى عليه كانت تربطهما علاقة صداقة، حيث إنهما يقيمان بنفس العنبر الذى يقيم به المجندون، بالإضافة إلى أنهما ينتميان لمركز واحد وهو مركز بنى مزار بالمنيا، كما أن أقوال زملاء المتهم لم تضف أى جديد فى القضية، حيث إنهم لم يدلوا بأى معلومات تشير للدافع وراء ارتكاب الجريمة، وأضاف المصدر الأمنى أن المجند مرتكب الجريمة لم يكن يعانى من أى مرض نفسى ولم تظهر عليه أى علامات للاكتئاب منذ أدائه لفترة خدمته كمجند بقوات الأمن، وهو الأمر الذى يؤكد أن المجند مرتكب الواقعة ربما كان يعانى من مشكلة شخصية أثرت عليه نفسيا، وهو ما دفعه لارتكاب الجريمة أو أن خلافا نشب بينه وبين المجند الذى أطلق عليه النار دفعه لقتله والانتحار عقب ذلك، خاصة وأن هناك معلومات تشير إلى أن المجند الذى تعرض لإطلاق النار من زميله كان يحاول إرضاء زميله المنتحر قبل الواقعة بيوم واحد بسبب خلاف سابق بينهما .
وكانت أحداث الواقعة قد بدأت عندما فوجئ ضباط وأفراد قسم شرطة العمرانية صباح الثلاثاء الماضى، بإطلاق نار كثيف صادر من أعلى سطح القسم، وعندما استيقظ المجندون النائمون أعلى السطح فوجئوا بزميلهم عبد الرحمن صلاح أحمد يقوم بإشهار سلاحه الآلى، ويطلق الأعيرة النارية فى الهواء، وعندما حاولوا تهدئته صوب سلاحه تجاههم ثم أطلق النار عليهم، مما أسفر عن إصابة زميله هلال أحمد حافظ بطلقة ووفاته، وعقب ذلك وجه سلاحه تجاه قلبه وأطلق النار فسقط قتيلا.
وتوصلت التحريات الأولية التى أجراها العميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة والعقيد محمد عبدالتواب مفتش المباحث، إلى أن المجند مرتكب الواقعة ظل مستيقظا طوال الليل يدخن السجائر بطريقة شرهة دون سبب معلوم وانتقل حاتم فضل رئيس نيابة العمرانية بإشراف المستشار مجاهد على مجاهد المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة إلى المكان، وتبين إصابة المجند "بلال أحمد" بطلق نارى بالرأس، مع ترجيح من "المعاينة الظاهرية" أن يكون المجنى عليه الثانى انتحر برصاصة فى الصدر كما تبين وجودها داخل الغرفة المخصصة للمبيت لهم أعلى القسم، وتحفظت النيابة على السلاحين الناريين لمعرفة من قام بالتصويب على الآخر.
واستمعت النيابة إلى أقوال عدد من المجندين المتواجدين داخل قسم العمرانية، الذين أكدوا أن المجنى عليه الثانى عبد الرحمن صلاح كان متوترا وعصبيا وطلب منهم عدم المبيت معه داخل الغرفة المخصصة للمبيت أعلى سطح القسم، وبدأ يشتبك مع عدد من زملائه، وفى يوم الواقعة استيقظ المنتحر مبكرا ونظف سلاحه الميرى ثم استيقظ باقى المجندين ونزلوا إلى خدمتهم بالقسم وفى تمام الساعة السابعة صباحا سمعوا صوت إطلاق النيران وصعد الضباط والمجندون إلى أعلى القسم وشاهدوا جثتى المجندين ملقتين بجوار بعضهما وبجوارهما سلاحان ناريان.