راهنت على هذا الشعب وكسب رهانى.. وثقت فى هذه الأمة ولم يخب رجائى.. أكتب هذه الكلمات قبل أن تظهر النتائج لأول مرحلة فى الانتخابات التاريخية لكنى أعتقد أن النتيجة ظهرت وفاز شعب مصر العظيم.. الشعب قال وقرر.. الشعب أراد..
الآن أصبح هناك متحدثان شرعيان ورسميان عن هذا الشعب ليعبروا عن آماله ورغباته.. الآن أصبحنا نملك خياراتنا.. الآن أول خطوة على الطريق الصحيح.
سبب التخبط الذى عشناه فى شهور ماضية هو شيوع الملكية لرأى الشعب فالكل كان يتحدث باسمه، زاعماً أن التفويض فى جيب بدلته أو جلبابه ..لكن الآن حصحص الحق وأصبح للشعب نواب أياً كانوا.
فى أجواء الحرية التى هبت نسائمها على بلادى فليتحدث الجميع ويعبر الكل، لكن نوابنا هم أصحاب الحق الوحيد الان فى قول: "الشعب يريد".
أنت يا من تبحث عن السلطة أو الشهرة مهما كانت الوسائل.. أنت يا من تتاجر فى دماء الشهداء ترغب فى الصعود ولو على جثامينهم الطاهرة.. هل وصلتك الرسالة؟ أم تراك أعمى البصيرة أصم الأذنين؟؟
أنت يا من كنت تحلق فى سماء الوهم بتحليلاتك التى لا تمت للواقع بصلة فزدت البلاد حيرة وارتباكاً هل تعلمت من درس هذا الشعب شيئاً؟؟
أنت يا من أردتى ووددتى من أعماق قلبك ألا تقام الانتخابات بعدما تيقنتى من الإخفاق والسقوط - رغم سابق فضلك - لكن الشعب لديه رادار حساس يختار من يقوده بغير اندفاع ولا تهور فلا تكفى الوطنية فكلنا وطنيون، فهلا عدت إلى رشدك ووقفت خلف رأى الغالبية الحكيمة ورضخت لإرادة هذا الشعب؟.
على كل حال الشعب تجاوزكم وداسكم بأقدام العزة لا يبالى إلا بقناعاته الراسخة وتحضره الذى يضرب فى أعماق التاريخ.. يمضى إلى الأمام بإذن الله ولا يلتفت فالرسالة كانت واضحة جلية لكل ذا فؤاد ينبض وعينان تنظران.
هذه فقط البداية.. فمازلنا لم نبدأ البناء.. كنا فقط ننفض غبار الماضى القريب ونخلع ثياب الديكتاتورية البغيض لكننا ماضون بعون الله فى طريق الرقى والتقدم سلاحنا إتحادنا رغم خلاف الرأى واختلاف الرؤى، عزيمتنا لا تلين لهزيمة الحاقدين والمتربصين لنأخذ مكاننا الطبيعى بين الأمم الراقية.
فلنتبادل الثقة فى بعضنا البعض ونتكاتف ونعمل ونستمر فى العمل وليوقن الجميع أن مصر هى بلادنا جميعا لا فرق بين أبنائها أيا كان دينهم أو حزبهم، فنحن جميعا أبناء هذا الوطن ونحن الآن نملك بلادنا ومصائرنا، نحن الذين نحكم نحن من قرر ونحن من سيقرر.. لا مجال لان تتذمر أخى من مرفق عام أو خدمة رديئة فأنت لم تعمل بعد ما يحسنها.. لا تظن أن أحوالك ستتحسن فجأة فالطريق ما زال طويلاً.
فلنتضامن معاً لتنظيف الشارع وبناء المصنع والمدرسة والمسجد والكنيسة.. فلنقف فى وجه من تمتد يده بالأذى لمرفق عام فهذا ملكى وملكك.. فلنشيع القراءة والتعلم حتى نتخلص من ثقافة سمعت وقالولى وبيقولوا.
فلنتعلم الإصغاء للآخر وتقبله فلا تصلح الدنيا للحياة لو كنا نسخاً متطابقة.. فلنفخر ببلادنا الواعدة ونثق فى قدراتنا الهائلة حتى نقهر الفقر والجهل معاً.
لقد وضعنا بالبداية الرائعة لهذه الانتخابات ستراً وحجابا بيننا وبين الشك وقطعنا عليه خط الرجعة فلنكمل الطريق فالشعب أراد.
