تابعنا جميعا بكل اهتمام ما حدث من إقبال منقطع النظير للإدلاء فى الانتخابات البرلمانية بعد ثورتنا المجيدة، وفى ظل ظروف استثنائية ومحاولات عديدة للتشكيك فى نجاح هذه الانتخابات فى أولى مراحلها الثلاث، والتى تمت فى المحافظات التسع، إلا أن المفاجأة أذهلت الجميع بل أبهرت العالم بأثره جراء الحضور الكثيف وغير المسبوق وبشكل حضارى مفرح ومبهج ومبشر بكل خير.
وكم شاهدنا جموع الناخبين والناخبات من رجال ونساء فى طوابير طويلة رغم طول الانتظار وبرودة الطقس وهطول الأمطار فى بعض الدوائر، إلا أن المواطنين صبروا وثابروا للذود عن حقهم الدستورى واختيار مرشحيهم فى جوٍّ من الحرية والنزاهة، ولأول مرة نرى صناديق اللجان تملأ عن آخرها ثم يتم إحضار صناديق إضافية لاستيعاب باقى أراق الناخبين، وكل ذلك يتم فى جوٍّ من الهدوء والتنظيم – رغم الظروف الأمنية وما بها فى تلك الفترة – إلا أن الجميع قد التزم بالوعى والتحضر، هذا على المستوى الداخلى.
أما على المستوى الخارجى، فقد بادر المصريون بالخارج منذ إعلان اللجنة العليا للانتخابات عن إجراءات إمكانية تعديل المقار الانتخابية للمصرين بالخارج عن طريق الموقع الإلكترونى بالإنترنت لتعديل بياناتهم ثم إعداد المستندات الخاصة بالاقتراع كلٌ حسب دائرته ثم توصيلها للسفارة المصرية بكل دولة، وكم كان المشهد رائعا حينما يتكاتف أبناء مصر فى الخارج مع أبنائها فى الداخل لاختيار ممثليهم النيابيين بشفافية غير معهودة وتحضر وحرية وبالمقارنة بالعهد البائد كم نرى الفارق الشاسع بين الأمس واليوم وكيف كانت تتم تلك العملية بالتزوير والتدليس والعديد من الطرق غير الشريفة وكم كانت المعاناة التى يعانيها الشعب الأصيل جراء تلك النتائج العقيمة والتى لا أود الوقوف عندها طويلا إلا للعظة والمقارنة من منطلق أنه لا يظهر الضدَّ إلا الضدُّ وها نحن نتنفس هواء الحرية لنختار من يمثلنا بشفافية وصدق لذا نود أن يكون ممثلنا على قدر ثقتنا فيه وكما اختلفت طريقة الاقتراع فى جوهرها ومظهرها يجب أن يكون نائبنا فى الغد مختلفا ومتميزا عن نائب الأمس فتحن ننتظر المزيد وليعلموا جميعا أن اختيارهم تكليفٌ لا تشريف فالإرث الذى سيلقى على عاتقهم تقيل والعبء أثقل لكى نرفع عن ذلك الشعب الأبى ما لحقه من ظلم جائر وتفرقة عنصرية وهضم للحقوق فى شتى مناحى الحياة وليعمل كل فى دائرته على تذليل الصعاب ودرء الفساد والمساواة وأن تتضافر جهود الأعضاء مهما اختلفت انتماءاتهم السياسية لأجل رفعة شان أبناء هذا الوطن فى الداخل والخارج حتى تستعيد مصر مكانها ومكانتها وريادتها على الخارطة العالمية عربيا ودوليا ولنتطلع سويا إلى غد أفضل مشرق بعد زوال ظلام الجهل والاستبداد والنفاق الذى خيم علينا سنينا طويلة والله تعالى ولى التوفيق.
حفنى عبد العزيز خليفة يكتب: ما أحلى هذه الطوابير
الخميس، 01 ديسمبر 2011 12:22 م
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة