خرج الشعب المصرى يعلن عن نفسه.. انكسرت قيوده التى أدمت عنقه منذ سنين، تفجرت دماء الحماس فى شراينه المتصلبة، فجرفت أمامها تراكمات الفساد والاستبداد.
قام الشعب يحمل مشاعل النور والأمل فازال الضباب والغيم حتى عم النور، والضوء، وفاض ليملأ جنبات السبيل لإقامة حياة ديمقراطية، ليعتلى أول درجات سلم الحرية والعدالة الاجتماعية.. ودائماً يثبت هذا الشعب العظيم، أنه قادر على تخطى الصعاب وتجاوز الأزمات.. تلك الأزمات التى مرت به عبر عقود ساد فيها جو الفساد والظلم.. وشعر فيها بزخم الضنك والعوز الذى غمر حياته.. باءت محاولات النيل من هذا الشعب بالفشل الزريع.. كما هوت القوى المضللة التى استغلت ثورته النقية أسوأ استغلال للقضاء عليه وعلى طموحاته المشروعة ومحاربته، حتى لا تقوم له قائمة.. ولكنه بصموده المعهود وجهاده المشهود صنع درعا ًقوياً يقيه شر هذه الضربات القاسمة.. ضربات تأتى من الداخل والخارج، ليس لها هدف إلا استمرار حالة الفوضى ليستمر الشعب العريق فى معاناته وآلامه.
يخرج الشعب الآن معبراً عن نفسه، وعن وجوده بأرقى أساليب الديمقراطية والتحضر.. وكما صنع تاريخاً عظيماً يضيف إليه الآن صفحة جديدة بعنوان الحرية والديمقراطية.. تحية لهذا الشعب العظيم الذى بدأ حياته من جديد، وعبر بعد صمت بأفضل آيات التعبير، بصورة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الزمن لتكون نبراساً ونهجاً يقتدى به الشعوب.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة