وصف معهد بروكنجز الأمريكى ما شهدته مصر فى 25 يناير الماضى بأنه لم يكن ثورة، بل يمكن تسميته بأنه "انقلاب عسكرى" مستوحى من الشعب. وقال شادى حميد، الباحث بالمعهد، فى التقرير الذى أعده عن زيارته مؤخراً للقاهرة إن ما تشهده البلاد حاليا يجعل "الثورة" تدخل مرحلة حرجة.
ويمضى حميد فى القول إنه وصل إلى القاهرة فى مناخ من الارتباك واليأس، فكان هناك أمل من أن العنف الصادم الذى شهدته أحداث ماسبيرو ربما يوحد المعارضة حول أجندة مشتركة، لكن فى خضم موسم الانتخابات، تبدد هذا الأمل.
وأصبح واضحاً أن ردود أفعال النخبة والشعب لما فعله الجيش فى9 أكتوبر متباينة بشكل كبير. فالكثير من المصريين العاديين يبدون راغبين فى تأييد الجيش وهو ما كشفه استطلاع أجراه مركز الأهرام مؤخراً، ووجد أن نسبة التأييد للجيش وصلت إلى 79.1%.
وتحدث تقرير بوكنجز عن الأحزاب السياسية الموجودة فى مصر، وقال إنها ضعيفة وغامضة وبرامجها الاقتصادية غير متماسكة، ويستخدمون كثيراً الخطاب الشعبوى، ويؤكدون على أهمية مكافحة الفقر وتوفير فرص االعمل، مما يجعل من الصعب على الأحزاب اليسارية التى يتوقع المرء أن تكون القضايا الاقتصادية على رأس أولوياتها أن تميز نفسها عن الأحزاب الأخرى. ورأى التقرير أن اندلاع نقاشات عدة مثل المبادئ فوق الدستورية يأتى خلال موسم انتخابى يجبر الأحزاب على اختيارات صعب تكتيكيا. فأغلب الأحزاب ليس لديها القدرات البشرية أو التمويلية لفعل ما كان يريده أنصارها.
وخلص التقرير إلى القول إن كل حزب لديه مخاوفه الخاصة، الأمر الذى يجعل التعاون والتنسيق بين الأحزاب أضعف من المأمول. وقد أدت الانقسامات الأيدولوجية والسعى لكسب النفوذ خلال المرحلة الإنتقالية إلى جعل الساحة السياسية هشة ومنقسمة بالفعل.
بروكنجز: ضعف الأحزاب المصرية تدخل الثورة مرحلة حرجة
الأربعاء، 09 نوفمبر 2011 03:39 م
صورة أرشيفية