أشهر صحفيى المعارضة التشيكية: العالم سيواجه كارثة إذا فشلت الثورة المصرية.. أوربان: الصحفيون التشيكيون ارتكبوا جريمة بعدم انتقادهم لنظام ما بعد الثورة.. ومبارك لن يشهد نهاية محاكمته

رسالة براغ - ميريت إبراهيم
جان أوربان المعارض التشيكى الشهير الذى أعلن منذ ما يزيد على 22 عاما أنه سيعتزل العمل السياسى ويعود إلى صفوف الصحفيين فى اليوم الذى تهزم فيه الشيوعية فى بلاده، لم يحسب يوما على أشخاص أو جهات.. حسبه العالم فقط مع الثورة التشيكية.. لعب دورا مهما فى الثورة التشيكية، وما إن انهار النظام الشيوعى عاد إلى مكانه وسط صفوف الصحفيين مدافعا عن حقوق الشعب ومهاجما لمن كانوا يوما رموزا لتلك الثورة قبل أن تغير السلطة أولوياتهم.

قال أوربان، أستاذ الصحافة حاليا بجامعة نيويورك فى العاصمة التشيكية براغ، إنه مازال يحظى بموقف مستقل من الحكومات التى جاءت بعد انهيار النظام الشيوعى، الأمر الذى يعطيه استقلالا لانتقاد وتحليل الأوضاع فى التشيك، على حد قوله.

خلال لقاء أوربان بوفد من الصحفيين والناشطين المصريين فى العاصمة التشيكية «براغ» الأسبوع الماضى، قال إن ما حدث فى الثورة التشيكية مختلف عما يحدث فى مصر الآن، فالنظام فى التشيك كان قد فقد شعبيته ولم يعد له أى حلفاء، كما كان الجيش يتشوق لخدمة قيادة جديدة وكذلك جهاز الشرطة.

أوربان الذى فقد ابنه أثناء نضاله ضد النظام الشيوعى، بعدما تم استجواب زوجته الحامل آنذاك من قبل ضباط النظام مما أدى إلى فقدانها الجنين، حذّر المصريين من التوقف عن مسيرتهم صوب التغيير والنظر للخلف حيث يحاكم مبارك، مضيفا: «أنتم تسيرون بسرعة كبيرة وإن توقفتم للنظر للخلف ستتعثرون بلا شك».

وقال أوربان إن محاكمة مبارك قد تستغرق سنوات بل عقودا، مضيفا: «من وجهة نظرى، أعتقد أن مبارك لن يشهد نهاية محاكمته»، مشيرا إلى أن هناك أمورا أكثر أهمية من محاكمة مبارك، مثل ما سيحدث فى البرلمان والدستور والميزانية الجديدة للدولة، وأكد أن «العالم سيواجه كارثة كبيرة فى حال فشلت الثورة المصرية، لأن تأثيرها تجاوز المنطقة العربية ليؤثر فى العالم بأكمله».

أوربان قال إنه بعد 22 عاما من ثورة بلاده إلا أنهم أحيانا يشعرون بأنها فشلت لأنهم لم يروا ثمار الثورة، «أزحنا الشيوعيين عن الساحة فقط»، مضيفا أنه ليس من المهم فقط التخلص من المتسلطين، ولكن من المهم وضع تصور للقيادة التى يسعى إليها الشعب، مشيرا إلى أن الثورة فى التشيك فتحت باب الحرية أمام الشعب، لكن أصحاب المصالح هم فقط من عبروا من خلاله وسيطروا على السلطة وليس الثوار.

وقال أوربان إنه فيما يتعلق بالوضع فى مصر فهؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم ثوارا ووصلوا للسلطة يجب نقدهم بقوة لحماية الثورة، وأضاف: «عدم انتقاد الصحفيين التشيكيين لنظام ما «بعد الثورة» تسبب فى فشل ثورتنا»، وأوضح أن تلك تعد جريمة كبيرة فى حق الثورة التشيكية، مضيفا أنه «كى يشعر الناس بأن الثورة نجحت، يجب أن يروا نوعا من العدالة»، موضحا أن المجتمع التشيكى لم يشعر بالعدالة التى كانوا ينشدونها بعد الثورة.

وأوضح أوربان أنه بعد الثورة التشيكية اكتشف الشعب أن كل أجيال النظام السابق من الإعلاميين لن يستطيعوا التغير وأنهم «لم يكونوا صحفيين بالمرة»، وكنتيجة لذلك، بدأ جيل جديد شاب يسيطر على الإعلام، وبذلك فقدنا أحد الأجيال فى التشيك، الذين كانوا تابعين للنظام.

وأكد أوربان أنه ينتقد أيضا جيل إعلاميى ما بعد الثورة لأنهم لم يتعلموا جيدا، «مثل الطبخة التى يتم طهوها سريعا فتفسد»، حيث كانت أعمار الصحفيين الذين تولوا المسؤولية بعد الثورة تتراوح بين 20-40 سنة، على حد قوله.