أساتذة جامعيون يرفضون تدخل الطلاب فى شئون أعضاء التدريس

الأربعاء، 09 نوفمبر 2011 07:52 ص
أساتذة جامعيون يرفضون تدخل الطلاب فى شئون أعضاء التدريس صورة أرشيفية
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنهت الثورة المصرية سيطرة جهاز أمن الدولة السابق، وتحكمه فى أنشطة الطلاب، كما أنهت سنوات من القمع والمنع والبلطجة داخل الجامعات، لكنها فى الوقت نفسه أطلقت العنان لحماس شباب الجامعة، مما أسفر عن أخطاء فى حق أساتذتهم، وفى حق الجامعة.

فى جامعة القاهرة، كانت مظاهرات العشرات من الطلاب تسب أعضاء هيئة التدريس وعمداء الكليات ورئيس الجامعة، فى وقائع استفزت الأساتذة معارضين ومؤيدين لتظاهرهم، كما أن واقعة حصار الدكتور حسن عماد عميد كلية الإعلام الحالى داخل المكتب والسيارة، وتحطيم طلاب كلية الإعلام سيارة الكلية لمنعه من مغادرة الكلية قبل تقديم الاستقالة، أدت لحالة من الفوضى.

تكرر الأمر فى جامعة المنصورة وحاصر الطلاب عميدى كليتى الآداب والطب البيطرى، وأجبروهما على التوقف بالقوة، ومنعوهما من مغادرة سيارتهما، وأكدوا للأساتذة أنهم لن يسمحوا لهم بمغادرة السيارة إلا بعد تقديم استقالتهما، وكان من الطبيعى أن يحاول السائق الخروج بالسيارة من وسط الحصار خوفا على حياة الأستاذين بعد حصارهما لساعتين كاملتين، واللافت أن الجميع وهو يتابع الواقعة، انتقدهما وتناسى حبسهما داخل السيارة لساعتين كاملتين، دون وجه حق للطلاب، بالإضافة لعشرات الوقائع الأخرى.

وفى مكتب التنسيق، اعتدى طلاب الشهادات المعادلة على مسئول بمكتب التنسيق بمطواه اعتراضا منهم على نتيجة التنسيق، كما حطموا المكاتب، فى واقعة لم يتم اتخاذ أى إجراء ضد أى طالب، كما شهدت الجامعات تظاهرات طلابية للمطالبة بنجاحهم فى النتيجة، أو المطالبة بمنع أحد الأساتذة من التدريس لهم.

الدكتور عبد الله سرور المتحدث باسم اللجنة القومية للدفاع عن الجامعة، ووكيل نقابة أعضاء هيئة التدريس "تحت التأسيس" يرى أن الجزء السلبى بالنسبة للطلاب أن بعض التيارات الحزبية وظفت قطاع من الطلاب لتحقيق أهدافها الخاصة، مشددا على أن دخول الممارسات الحزبية إلى الجامعة أمر مرفوض يؤثر على الجامعة وتطورها، وهى الخطر العظيم على الجامعة المصرية، مؤكدا فى الوقت ذاته على أهمية الحرية والحياة السياسية داخل الجامعة، وليست الحزبية.


وأضاف "سرور" أن ذلك أدى لممارسات تضر بالكيان الجامعى وتحطم القيم والتقاليد الجامعية بغير رحمة، وكان آخرها فى جامعة سوهاج من اقتحام الطلاب والأساتذة وغرباء للمجمع الانتخابى لرئيس الجامعة، وإجبارهم على تقديم الاستقالة، بالإضافة لحصار المبانى وإغلاق الأبواب، وترويع القيادات، مشيراً إلى أنه فى هذا المشهد كان الطلاب أداة لتنفيذ مخطط تحطيم القيم والتقاليد الجامعية، وخلق جو من الإرهاب.

ومن جانبه، قال الدكتور عدلى رضا رئيس قسم الإذاعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة "من حق أبنائنا الطلاب أن يعبروا عن آرائهم، ولكن بشرط طرح رأيهم بشكل ديموقراطى يعبر عن القيم والأخلاقيات، لكن أن يتعدى الأمر بالهجوم على أستاذ بالأيدى، أو منعه من دخول مكتبه فكله ضد الديمقراطية".

وأشار "رضا" إلى أن ذلك أيضاً لا يليق بالطالب فى معاملته لأستاذه، واستدرك أن هذه المجموعات التى قامت بالاعتداءات أو السب أو الخروج على التقاليد الجامعية لا تمثل المجتمع الجامعى، وإنما تعبر عن قلة قليلة تسعى لتحقيق مصالحها".

الدكتور عادل عبد الجواد، المتحدث باسم حركة "جامعيون من أجل الإصلاح" المحسوبة على الإخوان المسلمين، لفت إلى وجود أخطاء من الطلاب وبعض الممارسات السلبية بعد الثورة، مثل تظاهرهم "لما يسقطوا ويطالبوا بنجاحهم"، وتظاهرهم للمطالبة بمنع بعض الأساتذة من التدريس، وحصار بعض أعضاء هيئة التدريس والتجاوز بالسب والشتيمة، لافتاً إلى أحقية الطلاب فى التعبير السلمى عن مطالبهم، وإبداء رأيهم لكن دون التدخل لمحاولة فرض رأيهم على إدارة الجامعة، لأن رأيهم ليس صحيحا دائما.

وبالنسبة لملف رحيل القيادات الجامعية أشار "عبد الجواد" إلى أنه كان لدى الطلاب قناعة أنهم استطاعوا تغيير نظام الحكم فى مصر، وبالتالى فهم قادرون على تغيير الواضع الجامعى، مضيفاً أن أعضاء هيئة التدريس نجحوا فى إقناعهم فى السنة الأولى بالانتظار لنهاية العام الدراسى بناء على وعد من مسئولى الحكومة.

وقال عبد الجواد "عندما انتهى العام الدراسى، ولم يتغير شىء، ورفضت القيادات الجامعية الاستقالة، شعر الطلاب أنه تم خداعهم، و"اتضحك عليهم"، مما أثارهم، ولا أبرر أخطاءهم، ولكن أحاول أن ألتمس لهم بعض العذر".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة