أكرم القصاص - علا الشافعي

على درويش

لمن استطاع إليه سبيلا

الثلاثاء، 08 نوفمبر 2011 04:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الحج عرفة»، ولابد أن يعود الحاج بمعرفة جديدة ومديدة، لقد عاش الحاج فى أثناء رحلة الحج كمالات الإسلام من حب وطهر وسلام وتعبد خالص ومناجاة وزهد وتقشف، لقد عاش الحاج الإسلام بعد أن تجرد من مظاهر الدنيا الخادعة والمزيفة والمؤقتة، والتى سوف يتركها الحاج وراء ظهره عند مغادرته الدنيا ومن فيها، أو قد يحدث ذلك قبل هذا نتيجة مرض أو خسارة، الحج هو الركن المتمم لأركان الإسلام الدين الخاتم.. إنه اللبنة الأخيرة فى هذا الصرح النورانى والقائم به، لابد أن يكون قد عاش السلام بكل ما جاء به سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلم، وبعد أن عاش الإسلام، أى «استطاع إليه سبيلا»، أى اكتمل الإسلام فى أعماقه وأضاء نور الإيمان فى قلبه وعرف أن الحياة ما هى إلا معبر للآخرة وأن الحياة الحقيقية والسعادة لا ينالها إلا الذين اتقوا الله وجدوا واجتهدوا وأحبوا الله ورسوله أكثر من أنفسهم وشهواتهم الزائلة المدمرة.
من المفترض أن يدرك الحاج كل ذلك بمجرد أن أنتوى الحج وبمجرد أن قال «لبيك اللهم لبيك»، خلع الدنيا من قلبه وعقله الدنيوى المادى، وبمجرد أن خلع ملابسه ولبس ملابس الإحرام تتغير نظرته للكون كله، وترفع الغمامة من على عينيه.. يبكى فرحا لشعوره بالقرب ولأنه سائر إلى البيت العتيق.. إن العبد يتجرد فى بداية رحلة الحج من حوله وقوته إلى حول الله وقوته ويتوجه إلى الأراضى المقدسة وعزم على التوبة من كل ما يغضب الله العزيز الحكيم.. قال الله سبحانه وتعالى لسيدنا داود عليه السلام: «لا يكن همك الدنيا فإن كان همك الدنيا فهذا يذهب حلاوة مناجاتى». إذن نزع الاستغراق فى الدنيا هو شىء حتمى لتمام الحج، «وأتموا الحج والعمرة لله»، وليس للتجارة أو للربح من الوسائل الأخرى أو للسمعة أو للرياء لأن هذا يفسد الحج.. الحج يجب أن يكون لله رب السموات والأرض ومن يفعل غير ذلك يكتب منافقا، ونعوذ بالله من الذين لا يخلصون الحب لله سبحانه ولا يخلصون الفعل لله ولا يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم إلا باللسان.
لقد اكتمل إيمان سيدنا عمر رضى الله عنه عندما أعلن أنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه، وهذا يجب أن يكون فى قلب الحاج حتى يضمن شفاعة سيد الأولين والآخرين يوم العرض يوم القيامة وحتى يكتمل إيمانه، قال الله العلى العظيم «وتزودوا فإن خير الزاد التقوى»، ومن ضمن الزاد حب رسول الله عليه الصلاة والسلام، إن حب رسول الله يزيد من القرب لله ويرفع العبد درجات ودرجات فى ملك الله سبحانه وتعالى، قال ابن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه: «ورود الإمداد بحسب الاستعداد وشروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار»، فالحاج سينال الأنوار على حسب نقاء باطنه وحسب استعداده للتلقى من الله العزيز القدير، ومهمة الحاج عند عودته إلى بلده هى أن يصبح بؤرة من النور تسير على الأرض تهدى بسلوكها وبنظراتها وبأقوالها ويالها من مهمة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Rochman

Rochman

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة