نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسئولين غربيين قولهم إن التقرير الذى توشك الأمم المتحدة عن الكشف عن تفاصيله بشأن برنامج إيران النووى والخاص بمفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتضمن أقوى دليل حتى الآن على أن الجمهورية الإسلامية قد عملت فى السنوات الأخيرة لتطوير تكنولوجيا تفجير متطورة، والتى تستخدم فى المقام الأول فى تحريك السلاح النووى.
وأشار المسئولون الذين لم تكشف الصحيفة عن هويتهم إلى أن التقرير يثير القلق من وجود نشاط فى قاعدة عسكرية تسمى بارشين.. وأضافوا أن الخبراء حددوا هيكلا هناك يعتقد البعض أنه كبسولة لاختبار ما يسمى بجهاز التفجير الداخلى. ومثل هذه الأجهزة تستخدم فى إحدات تفجيرات نووية. كما يتناول التقرير أيضا تفاصيل كيف تلقت إيران مساعدة من أحد العلماء الروس الذى كان يحاضر فيها، لكن لم يتضح ما إذا كان هذا العالم يعرف أنه يساهم فى تطوير برنامج للتسلح النووى.
وتمضى الصحيفة فى القول إن اللمسات النهائية لا تزال توضع على التقرير، والملاحق الخاصة به، والتى تحمل تفاصيل خاصة بالتفتيش، ومن المتوقع الكشف عن التقرير يوم الأربعاء المقبل.. لكن روسيا والصين استبقتا الأمر وأرسلا احتجاجاً دبلوماسياً المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو يحثونه على عدم الكشف عن تفاصيل الأدلة الجديدة علانية.
وتشير الصحيفة إلى أن القضية الإيرانية لم تحسم بعد، فالقيود التى فرضتها إيران على المفتشين قد عكرت الصورة.. ومهما كانت مدلولات الأدلة الجديدة بشأن ما تسميه الوكالة الدولية للطاقة الذرية "أبعاد عسكرية محتملة" لبرنامج إيران النووى، فإن الرهان الوحيد المؤكد هو أن هذا المزيج من حدس ومنطق المفتشين النووين سيقارن فى دائماً بالأخطاء الفادحة للمخابرات الأمريكية فى العراق عام 2003.
فها هى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تماما مثلما كان عليه الوضع قبل 8 سنوات، توشك أن تسقط فى دوامة السياسة بشأن كيف يمكن أن يستجيب للمعلومات الغامضة عن وجود أسلحة. وها هى الوكالة التى اعترضت من قبل على ادعاءات إدارة جورج بوش السابقة بشأن البرنامج النووى العراقى، تصعد من حدة الأمر ضد إيران التى استأنفت العمل على تكنولوجيا لتصنيع قنابل نووية، وذلك بعد سنوات من الإحباط بشأن التساؤلات التى لم ترد عليها حكومة طهران.
وعن الموقف الأمريكى الحالى، قالت نيويورك تايمز إن إدارة أوباما تعى تماما كيف أثرت حرب العراقى على مصداقية الولايات المتحدة، ولذلك فإنها تعمدت أن تتراجع فى الموقف الإيرانى الحالى إلى المقاعد الخلفية، وحريصة على أن تكون الاستنتاجات التى يتم التوصل إليها قادمة من الوكالة الدولية حتى إذا واصلت الضغط من أجل مزيد من العقوبات الدولية ضد إيران.. وعندما زار مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمانو للبيت الأبيض قبل 11 يوما للقاء كبار مسئولى للأمن القومى الأمريكى بشأن التقرير القادم، رفضت الإدارة الأمريكية حتى أن تؤكد ما إذا كان قد دخل البيت الأبيض.
"نيويورك تايمز" تكشف عن تفاصيل تقرير الأمم المتحدة بشأن إيران
الإثنين، 07 نوفمبر 2011 10:42 ص
الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة