على مائدة التحرير تجمعت كل طوائف الشعب وتوحدت داخل سرادق الوطن وكانت الدعوة عامة للجميع دون استثناء فى مشهد أصبح نموذجا يحتذى به لكل العالم صامت فيه كل الطوائف والأحزاب والتيارات عن الجدل والخلاف، وسمت فوق الفوارق الأيدلوجية بينها وترفعت عن فرض فكرها ورأيها على الآخرين وتوحدت على غاية واحدة، وهى حب الوطن امتزجت جميعها فى بوتقة التحرير لتخترع للعالم سبيكة ثورية أصيلة ومتفردة أبهرت العالم واحتفظت بسر صناعتها لتبنى به وطنا جديدا لا يتأثر بالعوامل الخلافية بين أبنائه سواء كان الخلاف على مرجعيتهم الدينية أو السياسية أو الفكرية الكل على قلب رجل واحد مجمعون على كل ما هو فى مصلحة الوطن وخدمة الشعب المصرى رافعين جميعا شعارات العدالة والمساواة فامتلكوا قلوب وعقول كل المصريين ونجحوا فى استقطاب كل المهمشين والمغيبين والمقهورين فى هذا الوطن فأصبح التحرير لا يقبل القسمة على اثنين ولكن هذا المناخ المثالى طرأت عليه بعض التغيرات الطبيعية نتيجة التفاعل المستمر بين هذه التيارات والعطش الرهيب لدى بعض التيارات التى غيبت بقصد عن الحياة السياسية أو اختارت مجبرة الأبتعاد عن ممارسة السياسة وحرية التعبير عن أفكارها وتوجهاتها وطرح رؤيتها عن أسلوب ادارة هذا الوطن عن ظهور شوائب السبيكة الثورية التى قد تؤدى الى إعادة النظر فى قدرتها على بناء وطن قوى متماسك بعيدا عن الصراعات بمختلف أنواعها، وهذا ما لا يتمناه كل الشعب المصرى.
لذلك فإن ما حدث من بعض التيارات الإسلامية فى ميدان التحرير فى جمعة الثورة الحزينة من خروج على النص والمتفق عليه مما ادى الى انسحاب باقى التيارات السياسية كان بمثابة الصدمة للشعب المصرى، وهو يرى البنيان كاد ينهار والتحالف يكاد ينفض والخلاف يكاد يتعمق وتغلب لغة المواجهة على لغة الحوار واستعراض القوة، فالصدام فى هذا الوقت الحساس من عمر الثورة سيكون وبالا على الوطن بكاملة وسيضر ضررا رهيبا بكل ما قامت الثورة من اجله والجميع سيخسر دون استثناء فيجب علينا جميعا أن نحكم العقل ونتحد جميعا على كلمة سواء وهى (استقرار الوطن) والإنقسام غير مقبول بأى حال من الأحوال دون التشكيك فى أى فصيل أو محاولة تشويهه او إقصاءه أو ترهيبه بأى صورة من الصور وأن يظل الإعلام على مسافة واحدة من كل التيارات دون تحيز، وأن يتيح الفرصة كاملة للجميع على حد سواء ليعرض أفكاره ورؤيته للمستقبل وأن يكون ساحة للحوار البناء والنقاش الهادف بين كل التيارات للخروج بصيغة توافقية لمستقبل الحكم فى مصر يراعى تحقيق مصالح و طموحات الشعب المصرى جميعا ويحافظ على وحدة اراضيه وتنوعه الثقافى والدينى والفكرى وهويته العربية وأن نتخلص من كل ما ظهر من شوائب لسبيكتنا الثورية الفريدة ودخول الأحزاب ذات المرجعية الدينية للمعترك السياسى المصرى، لهو اكبر دليل على المناخ السياسى الطبيعى االحر الذى تعيشه مصر حاليا ولكن ليكونوا دافعا لا معوقا للتقدم الحضارى ومشاركا لا مصارعا فى بناء الدولة المدنية الحديثة مقبلين وليسوا مدبرين على الحوار وتقبل الأخر حتى لا يتحولوا الى أحزاب عليلة ضررها أكثر من نفعها تثقل كاهل الدولة بعللها وتبدد مكاسب ثورتها فلا ترى النور ولاتنشر الفضيلة وتسقط عنها الأصالة.
انتخابات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف
لانريدها سلفية تنطح ولا صوفية تشطحبل نريدها وسطية أصلح
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم
مسمار جحا
عدد الردود 0
بواسطة:
أماني
من الأخوان للسلفين يا قلبي لا تحزن
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت النيل
الجنة تحت أقدام السلفين
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
لم يحترموا علماء الأمة فكيف يحترموا الأمة ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
المحب
هنرجع لورا هتولي نموذجاسلامي واحد ناجح
عدد الردود 0
بواسطة:
أمير
يخدوا الفرصة كاملة
عدد الردود 0
بواسطة:
المصري
نكلم شوية سياسة
عدد الردود 0
بواسطة:
كرم
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو خميس
فيه ناس عندهم حروف واقعةمعزورين ودول عندهم لغةكاملة واقعة
لغة الحوار
الحوار
الحوار
الحوار