تمثل فترة العيد فرصة كبيرة للأحزاب والمرشحين الفرديين المشاركين فى الانتخابات البرلمانية القادمة للبدء فى عملية الدعاية الانتخابية، خاصة بعد أن أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن الرموز المخصصة للأحزاب والتى سوف تخوض بها المنافسة على مقاعد القائمة النسبية المغلقة، على الرغم من أن الموعد القانونى لبدء العملية الدعائية للأحزاب والمرشحين المستقلين يبدأ يوم الأربعاء القادم.
من جانبه انتقد الناشط الحقوقى المحامى محمد محيى رئيس جمعية المنصورة للتنمية الإنسانية، استخدام دور العبادة فى الدعاية الانتخابية أثناء صلاة العيد، مضيفًا إلى أن هذا الأمر يعد انتهاكاً صارخاً للقواعد المنظمة للعملية الانتخابية، وكان من الأفضل على اللجنة العليا للانتخابات أن تمارس مهامها وتتخذ إجراءاتها تجاه المخالفين.
وأضاف أن الدعاية جرى استخدامها بكثافة كبيرة خلال صلاة العيد من جانب بعض التيارات الدينية، وعلى رأسهم التيار السلفى، كما قام غالبية المرشحين على المقاعد الفردية بتوزيع الدعاية والهدايا أيضا والنعرات الطائفية خصوصًا.
من جانبه، أكد الدكتور محمد البلتاجى أمين حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، أن الحزب يحترم العملية الديمقراطية بكافة إجراءاتها بما فيها قانون الانتخابات الذى يمنع أية أحزاب أو تحالفات من البدء فى عملية الدعاية الانتخابية قبل الـ9 من نوفمبر الجارى، مشيرًا إلى وجود خروقات محدودة لدعاية العملية الانتخابية من قبل بعض الأطراف مطالبًا بضرورة وضع ضوابط للحساب والعقاب لكل من يخترق هذه القوانين.
وأشار البلتاجى إلى أن الانتخابات القادمة لن تشهد أزمة بين التيارات المختلفة على وجه العموم، ومن ضمنها التيار الإسلامى الذى يشمل الإخوان والجماعات الإسلامية والسلفيين، لأن الانتخابات يجرى ثلثيها بالقائمة النسبية والنتائج ستكون نتيجة لسباق بين تلك القوائم، مما يقلل من فرصة وجود صراعات سياسية بين التيارات المختلفة فى الساحات والميادين الدعائية فى فترة الأعياد، مثلما حدث فى انتخابات برلمان 2010.
وعن قيام بعض المرشحين بتوزيع لحوم وأشياء عينية على المرشحين، أوضح البلتاجى أن الشعب المصرى ذكى ويميز بين أطراف تقوم بأعمال الخير بصفة مستمرة ودائمة من أجل توفير المساعدات الإنسانية للمواطنين، ومن لا يقدمون على أفعال الخير وتقديم الأشياء العينية إلا فى الأجواء الانتخابية.
بينما أكد الدكتور محمد فؤاد خبير النظم الانتخابية، أن إقبال بعض المرشحين لعضوية مجلس الشعب، وكذلك الأحزاب على تنفيذ حملتهم الدعائية على شبكة الإنترنت عبر المواقع الرسمية لهم وصفحاتهم على الفيس بوك لا يمكن الاعتماد عليه كبديل عن إجراء الدعاية الانتخابية باستخدام الأساليب التقليدية التى تتمثل فى إقامة المؤتمرات وتعليق اللافتات وتوزيع المنشورات على المواطنين بأماكن التجمع الكبيرة مثل ساحات المساجد والميادين العامة.
وأشار فؤاد إلى أن لجوء البعض إلى الاعتماد على نفس أساليب الحزب الوطنى فى الدعاية عن طريق تقديم أشياء عينية للناخبين أسلوب لا يزال قائمًا، لأن جمهور الناخبين لم يتغير حتى الآن وإن كان البعض قد بدأ فى البحث عن كيفية التعامل مع صفحات التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" لكونهما الوسيلتين الأساسيتين اللتين استخدمهما الثوار للتواصل بينهم من بداية الثورة وحتى الآن.
وأوضح فؤاد، أن الفترة التى تفصل بين موعد إجراء الانتخابات البرلمانية عن طريق البدء فى عملية الاقتراع والموعد القانونى لبدء حملات الدعاية الانتخابية والمقرر له 9 نوفمبر الجارى تعد فترة غير كافية للأحزاب من أجل تنفيذ حملتها الدعائية وهو ما يدفع الأحزاب والمرشحين على المقاعد الفردية للبدء فى حملاتهم الدعائية قبل الموعد المحدد لها رسميًا.
انتهاكات صارخة للمرشحين فى صلاة العيد.. ومطالب حقوقية لـ"العليا" بالتدخل لوقف استغلال دور العبادة.. و"فؤاد": أسلوب "الوطنى" فى الدعاية قائم لأن الجمهور لم يتغير
الإثنين، 07 نوفمبر 2011 07:41 م