"وحدة تاريخ مصر" هو عنوان الكتاب الصادر حديثا عن الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ضمن سلسلة "الثورة .. والحرية" للكاتب محمد العزب موسى.
الكتاب الذى يقع فى 246 صفحة هو بمثابة محاولة للبحث عن خيط عام يربط بين مراحل التاريخ المصرى ويبرهن على انه تاريخ شعب واحد لا شعوب متعددة مما قد يوحى إلى البعض بأن مصر كانت مجتمعا مغلقا منذ أبعد العصور وأنها تطورت تطورا ذاتيا وهذا خطأ واضح، ويشير مؤلف الكتاب إلى أنه ليس هناك حد للتأثيرات المتبادلة بين مصر والعالم الخارجى فى مختلف العصور بالرغم من عزلة مصر النسبية نتيجة للعامل الجغرافى المعروف، ويوضح أنه لا يمكن نزع مصر من قلب التطور الحضارى العالمى طليلة خمسة آلاف عام على الأقل.
ويؤكد المؤلف على أنه ليس الهدف من هذا الكتاب هو الفصل الشوفينى بين مصر والخارج وإنما محاولة فهم العلاقة بينهما والبحث عن رابطة بين العصور المصرية فى نطاق المراحل المختلفة للتاريخ العالمى أو بكلمة أخرى بدون التقليل من أهمية التطورات الكبرى التى حدثت فى مصر نتيجة العوامل الخارجية ومن أهمها اندماج مصر فى الهللينية والمسيحية والإسلام والعروبة والانفتاح على الحضارة الغربية الحديثة نحاول أن نعرف هل حدثت هذه التطورات فى مصر واحدة ام أمصار متعددة؟
ويقول المؤلف إن هناك أسبابا رئيسية أدت إلى انقطاع نفسى بين المصريين وتاريخهم أولها الصراع بين المسيحية والوثنية فى العصر القبطى وما أدى إليه من انفصام وجدان المصريين الأقباط عن تاريخ أجدادهم المباشرين والسبب الثانى هو موجه العالمية التى شارك فيها المصريون خلال ثلاث حقب متوالية هى الهللينية والمسيحية والإسلام، وقد أدت هذه الموجه إلى القضاء تماما على فكرة القومية إذ لم يكن المهم هو الانتماء إلى وطن وإنما المهم والمقياس فى كل شئىء هو الانتماء إلى العقيدة والدين والسبب الثالث هو تعريب مصر ودخولها نهائيا فى حوزة العروبة والإسلام مما أعطاها مقومات جديدة من لغة وعقيدة وانتماء قومى وحضارى.
والسبب الرابع المحن التى تعرض لها المصريون فى مختلف مراحل تاريخهم والتى مرغتهم أحيانا فى ظلام الجهل الدامس الذى لا يبين فيه شعاع واحد من المعرفة أو الوضوح.
ويحاول الكاتب أن يجد علاقة بين القومية والتاريخ بما يعنى أن قوميتنا عربية وتاريخنا مصرى وعقيدتنا إسلامية وليس هناك تناقض بين العناصر الثلاثة.
ويحوى الكتاب ثلاثة أقسام وهى استمرارية أم انقطاع، عروبة مصر وبين الوطنية والقومية، وفى القسم الأول يضم خمسة فصول وهى نظرة فى أعماق التاريخ، وأسباب الانقطاع النفسى، والبحث عن الخيط عام، ورواسب الفولكلور، والاستمرارية الجنسية فى حين يضم القسم الثانى خمسة فصول أيضا وهى علاقات قديمة ، مصر ترحب بالفتح العربى، تعريب مصر، دماء جديدة، شخصية مصر الإسلامية والقسم الثالث يتناول فصل واحد فقط عن مصر والأبعاد الثلاثة.