هناء رشاد تكتب: اللقاء الموعود!

الأحد، 06 نوفمبر 2011 02:52 م
هناء رشاد تكتب: اللقاء الموعود! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يبكى الجماد؟ أُجزم أن نعم يبكى حين يفارق أحبابه، ومن عاشروه بالحب والقرب، قطعا يبكى حين يطاله البرد وتتعاقب عليه المواسم وليس هناك شريك أَحبه يسمع صوته ويترقب أنفاسه كل يوم، والآن يبحث عنه بلا أمل! وتمر الأيام باردة ولا عودة، تقف هناك ساكنة وكأنها تتعبد، تصلى لأجل عودتى! أسمعها تئن فأصحو من نومى متألمة وكأنى تركت صغيرى على قارعة الطريق، وكأنى وعدت الحبيب بعودة قريبة، وتقطعت بى السُبل فلا سبيل لوصولى إليه، أسمعها تنادى أن عودى حبيبتى طالت غيبتك عودى لتدب فى الحياة ونستقبل معا الصباح بنسماته، عودى لنستمع معا لحد البكاء لتباشير الصباح، لنستمع لصوت الحب صوت الله حين تصدح آياته ثم نردد معا أناشيد الصباح :إن تدخلنى ربى الجنة هذا أقصى ما أتمنى، فنهتز نشوة وفرحة واستبشارا.

ما أقساه الفراق حين يفصل بيننا وبين من نحب، وبين من اعتدنا أن يكونوا دائما فى التصاق روحى معنا يصاحبوننا فى كل طريق بلا شكوى أو زفرة ألم.

ما أقساكِ يا دنيا حين تحيلين بيننا وبينهم، أستعد للقياكِ حبيبتى، باقى من الزمن أيام أحولها إلى ساعات ليَهون البُعد، وأبدأ العد من جديد، وها أنا فى الانتظار يُفتح باب وراءه أبواب لتظهر لى من بعيد، أكاد أرى دموع الاشتياق، أكاد أراها تسرع إلىّ، لا أطيق صبرا حتى تنتهى الإجراءات الثقيلة ليُفرج عنها، لتكون بين يديها هى تتهادى كأميرة فى كامل جمالها وحُليها، وكأنها كانت تعلم أنى فى انتظارها، لن نفترق بعد الآن، كنت أمهد لكِ الحياة هنا فى الوطن، وطننا أنا وأنتِ.

جَلِست وراء المقود أكاد أحتضنه، وأدرت الراديو لينطلق صوت نشيدنا المُفضل: "إن تُدخلنى ربى الجنة هذا أقصى ما أتمنى يا ذا المنة يارب"، والأرض تُطوى من تحتنا وكأنها تشاركنا فرحة اللقاء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة