تعهد آلالاف الأمريكيين بنقل أرصدتهم من حسابات فى البنوك إلى الاتحادات الائتمانية فى "يوم التحويل المصرفى"، احتجاجا على جشع الشركات فى النظام المصرفى الأمريكى.
ووقع أكثر من 48 ألف شخص للانضمام إلى الاحتجاج على صفحة الحدث، على موقع التوصل الاجتماعى الفيسبوك وتجمع المشاركون للاحتفال بالرحيل الجماعى من عالم بنوك الشركات، وفقا لوكالة "شينخوا" الصينية.
وأعرب العديد من الأمريكيين عن إحباطهم مؤخرا إزاء سياسات البنوك الكبرى فى البلاد، التى على الرغم من قبولها لأموال الإنقاذ من دافعى الضرائب الأمريكيين إلا أنها تواصل فرض رسوم مرتفعة على المعاملات البنكية، مما يشكل عبئا ثقيلا على العملاء.
وقالت كريستين كريستيان الداعية لـ"يوم التحويل المصرفى": "أنا أنهكت بسبب الزيادات فى الرسوم وعدم قدرتى على التمكن من الوصول إلى أموالى عندما أحتاج، أنهكت من استخدامهم لأموالى القليلة فى قمع إخوانى وأخواتى".
وكانت كريستيان واحدة من ضمن العديد من عملاء "بنك أوف أمريكا" الذين اعترضوا على فرض رسم قدره 5 دولارات شهريا لاستخدام بطاقة ائتمان البنك، وقد أثار هذا الرسم غضبا وطنيا عارما إلى حد أن تخلى البنك مؤخرا عن الفكرة، وذكر على موقعه على الإنترنت أنه "استجاب إلى ردود الفعل، ولن يمضى قدما فى تنفيذ المقترح".
لكن بالنسبة للكثير من الأمريكيين يبدو أن الضرر وقع بالفعل، فقدرت الرابطة الوطنية للاتحادات الائتمانية أنه منذ الإعلان عن خطة رسوم بطاقات الائتمان فى 29 سبتمبر الماضى انضم أكثر من 650 ألف أمريكى إلى الاتحادات العمالية كبديل عن البنوك.
وهذا الرقم الخاص بالشهر الماضى فقط، يزيد عن إجمالى الذين انضموا إلى الاتحادات الائتمانية فى عام 2010، حيث قدرت الرابطة دخول نصف مليون مواطن فقط فى أكثر من 7500 اتحاد ائتمانى.
وقال نائب رئيس الاتصالات فى الرابطة مارك وولف: "إن الناس بالفعل طفح بهم الكيل، وتعبوا مما يجرى لهم من خلال هذه الرسوم المصرفية العالية، وأعتقد أن الكثير من الأمريكيين استجابوا لذلك، وبدأوا التحرى والتحقيق فى الاتحادات الائتمانية".
وتابع: "إن المواطنين يجب أن يتحروا خياراتهم إذا كانوا يشعرون بالاستياء من طريقة معاملة البنوك، ونعتقد أن الناس ستتحول إلى الاتحادات الائتمانية عندما يكتشفون المزيد"، مشيرا إلى أن هذه الاتحادات على النقيض من البنوك ليست مؤسسات ربحية.
وفى بيئة تبدو إلى حد كبير حاسمة على مصالح الشركات التى مكنت القلة القليلة على حساب الكثيرين، يعتقد وولف أن الأمريكيين سينجذبون إلى الاتحادات الائتمانية لأنها بالتحديد تجسد مبدأ العدالة فى التمثيل والملكية.
وعلى الرغم من أن "يوم التحويل المصرفى" لا تعود الدعوة إليه إلى حركة "احتلوا وول ستريت"، الأوسع إلا أنه يمثل الكثير من الأصوات التى لديها نفس المشاعر تجاه جشع الشركات كما تؤيده معظم حركات "الاحتلال " فى البلاد.
وقال منظم حركة "احتلوا شيكاغو" سام إبراهامسون، إن "الحدث يصبو إلى هدف أوسع وهو اللامركزية فى السلطة، أنه يهدف إلى الحد من هيمنة الشركات".
وأضاف إبراهامسون أن يوم التحويل المصرفى هو شىء يمكن أن يشارك فيه جميع الأمريكيين بسهولة، للتعبير عن امتعاضهم وآلامهم، مشيرا إلى أن العديد من الأمريكان فى قمة الاستياء من سياسات البنوك، ويمكنهم الآن أن يستخدموا يوم التحويل البنكى لإرسال رسالة.
آلاف الأمريكيين يحتجون على جشع البنوك ويتعهدون بسحب أرصدتهم
الأحد، 06 نوفمبر 2011 02:25 م
صورة أرشيفية